الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
تحليل

الملابس والطعام.. كيف أثر التضخم على سكان الدول الكبرى؟

الجمعة 30/ديسمبر/2022 - 06:01 م
متسوقون في شارع بلندن
متسوقون في شارع بلندن

ينتهي عام 2022 وكل يوم به محفور في ذاكرة الجميع لا يمكن لأحد أن يتخطى ما مر به العالم في هذا العام منذ بدايته، وتحديدا الشهر الثاني منه شهر فبراير الذي شهد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية وما تمخض عنها من عجز بسلاسل الإمدادات الغذائية، وتفاقم لنسب التضخم لم يشهدها العالم منذ عشرات السنين، ووفقا للكثير من التنبؤات فإن التضخم العالمي ارتفع من 4.7% في عام 2021 إلى 8.8% في عام 2022، مع وجود احتمالية لتراجعه العام المقبل إلى 6.5%، ويظن البعض أن تبعات هذا التضخم طالت الدول النامية والاقتصادات الناشئة فحسب، لكن الحقيقة غير ذلك.

كيف أثر التضخم على سكان الدول الكبرى

أعتى اقتصاديات العالم ومنها الاقتصاد البريطاني عانى من وطأة التضخم وارتفاع أسعار المواد الغذائية الوقود على مستوى العالم، فوفقا لاستطلاع رأي أجرته شركة استشارات عالمية تسمى KPMG، فإن ثلثي سكان بريطانيا الذين شملهم الاستطلاع أكدوا على اتجاههم لخفض الإنفاق وتوفير الأموال بعد أن ارتفع التضخم لمستويات لم يشهدها منذ أربعين عاما، ما يعني تغيير الثقافة الاستهلاكية والشرائية لتتماشى مع الوضع الجديد.

فيما أكدت الدراسة على أن المواطنين في بريطانيا يخططون لتقليل عدد المرات التي يشترون فيها الوجبات من المطاعم وعمليات التسوق غير الضرورية في العام المقبل، والاعتماد على الأطعمة المنزلية وشراء الأشياء الضرورية التي تناسب الدخل الشهري.

لا لوجبات المطاعم

تحت شعار "لا طعام من الخارج" بات المواطنون في الدول الكبرى وعلى رأسها بريطانيا وألمانيا، يستغنون كليا عن الوجبات الجاهزة والأكل من الخارج، وشراء الملابس الجديدة، ووجدت الدراسة أن المستهلكين يدفعون الكثير من الأموال مقابل شراء وجبات "الفاست فوود" وفواتير الطاقة والملابس الجديدة.

أشارت الدراسات أيضا إلى أن سكان الدول الكبرى وبسبب ارتفاع نسب التضخم العالمي، أكدوا على اتجاههم لشراء السلع ذات العلامات التجارية المنخفضة وفقا لتقرير "بلومبرغ".

الأولوية للتكاليف الأساسية

وفقا لرئيسة أسواق المستهلكين وتجارة التجزئة والترفيه في بريطانيا فإن المستهلكين خلال هذا العام تغيرت سوكياتهم الشرائية وثقافة التسوق لديهم بصورة ملحوظة، فأصبح توفير المال أهم ما يتطلعون إليه حتى لو كلفهم ذلك شراء منتجات أرخص واستبدال تناول الطعام الجاهز بالوجبة المنزلية، والبحث عن تجار التجزئة الأرخص فلا أهمية اليوم للعلامة التجارية الأهمية للتكلفة التي سيدفعها المواطن مقابل السلعة أو الخدمة.

متوسط الدخل في بريطانيا 4700 جنيه استرليني

ويأتي هذا بالرغم من أن المواطنين في مدينة مثل لندن لديهم متوسط إدخار يبلغ 4725 جنيه استرليني ما يعادل 5700 دولار شهريا، ولكنهم يرون أنه في ظل الظروف الاقتصادي التي يعاني جميع سكان العالم تحت وطأتها تحتم عليهم أن يرشدوا الاستهلاك قدر الإمكان، ويتجهون لعادات شرائية مختلفة عن التي اعتادوا عليها.
فدولة مثل الولايات المتحدة التي تمتلك أقوى اقتصاد في العالم متوسط دخل المواطن الشهري بها حوالي 4500 دولار وواحد بين كل 10 مواطنين بها يتناول الوجبات السريعة بصورة يومية، إلا أن المواطنين بها قرروا استبدالها بالوجبات المنزلية وغيروا الثقافة الشرائية من النقيض للنقيض.