الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
تحليل

فك ارتباط الجنيه بالدولار.. كيف يخطط البنك المركزي لعام 2023 ؟

الإثنين 26/ديسمبر/2022 - 09:37 م
البنك المركزي المصري
البنك المركزي المصري

 

باقي حوالي 96 ساعة وتخلص 2022 بمرها وحلوها رغم إن حلوها كان قليل أوي، وشفنا مرها في أزمة الدولار والدهب والأسعار والتضخم والإجراءت الاقتصادية.. لكن رب ضارة نافعة زي ما بيقول المصريين اللي 2022 علمتهم حاجات كتير جدا ماتعلموهاش في الـ100 سنة اللي فاتت، وهي الوعي باللي بيحصل حوالينا وإزاي يتصرفوا في الأزمات وإزاي يحافظوا ويزودو دخلهم، واتعلموا كمان إن فن إدارة الأزمة ومتابعة المعلومات وإنهم يكونوا إيجابين وعلى قدر الحدث.. كل ده خلى مصر تعبر الصعب وتدخل 2023 بدروس كتيرة.. وعلى مستوى الدولة كانت 2022 فرصة إنها تكتشف قدرتها على إدارة وابتكار حلول لكل مشكلة والتفكير خارج الصندوق والجرأة في القرار ومتابعة التنفيذ والقوة في مواجهة المخالفات..

لكن تعالوا أقول لحضراتكم أهم استفادة لمصر من أزمة الدولار في 2022 وهي استفادة هتنفعنا السنين اللي جاية كلها.


فاكرين في عز أزمة العملة اللي عاشتها مصر سنة 2022 لما اتسربت معلومات بقوة إن مصر بتدرس الاعتماد على عملات دولية أخرى بعيدة عن الدولار عشان تقلل سطوة العملة الأمريكية، مكنش تسريب ولا أخبار عادية كان جس نبض للسوق واللي مصر بدأت تفكر فيه فعلا وبتدرسه باستفاضة كبيرة وحصل لقاءات ومشاورات بين مصر والدول صاحبة العملات البديلة للدولار..

وأول عملات دولية بتنافس الدولار هي  اليوان الصينى والروبل الروسي باعتبارهم المنافسين الأساسين للعملة الأمريكية.. ولو فاكرين من فترة طلع من قلب البنك المركزي مصطلح مؤشر الجنيه وده وظيفته وزن وتقييم العملات الدولية مقابل الجنيه وادخل عملات أخري بجانب الدولار في سلة العملات الرئيسية اللي بتعتمد عليها مصر في عمليات التعامل التجاري والاستيراد.

المعلومات الأكيدة اللي حصل عليها بانكير إن مؤشر الجنيه هيصدر قريب جدا ومن ضمن العملات الرئيسية المحتملة اليوان الصينى والروبل الروسي، يعني العملتين هيكونوا بجانب الدولار في معاملات مصر الدولية وده معناه إن الطلب على الدولار هيقل والضغط علي الجنيه هيخف بشكل كبير، ولما تحصل وفرة في الدولار الأسعار هتنزل بشكل كبير.

وعشان نعرف قد إيه الطلب على الدولار هيقل عن حجم التبادل التجاري بين مصر والصين وروسيا
فلازم نعرف إن حجم التبادل التجارى بين البلدين ارتفع من 10 إلى 20 مليار دولار، بجانب ارتفاع حجم الاستثمارات الصينية فى مصر من نصف مليار دولار إلى مليار ونصف المليار دولار أمريكى.


ووفقًا لإحصائيات وزارة التجارة والصناعة المصرية، الصين بتعتبر أكبر شريك تجارى لمصر، إضافة إلى أن مصر تعد ثالث أكبر شريك تجارى لجمهورية الصين فى القارة الأفريقية كلها بجانب الاستثمارات الصينية الضخمة في مصر وعلى رأسها المنطقة المركزية والأبراج الايقونية في العاصمة الإدارية اللي بتنفذها الشركات الصينية.
كمان ارتفع حجم التبادل التجاري بين مصر وروسيا خلال 2021 وبحسب البيانات الرسمية وصل 4.7 مليار دولار مقابل 4.5 مليار دولار خلال عام 2020.. وده بخلاف المشروعات والاستثمارات الروسية في مصر ومنها مشروع الضبعة وفي المنطقة الصناعية بقناة السويس.. ولما يجي اسم روسيا مش هننسى دور السياحة الروسية في دعم الاقتصاد المصري وكفاية نعرف أن مصر جت في المركز التاني ضمن أكتر الوجهات السياحية اللي بيفضلها الروس بحوالي 345.7 ألف رحلة... .. وبحسب الأرقام  كان عدد السياح الروس قبل 6 سنين يصل إلى 3.2 مليون سائح روسي سنويا.. ووصل عددهم بنهاية 2021 من 400 إلى 500 ألف سائح روسي.. ومتوقع عودة الأرقام المليونية للسياحة الروسية في مصر مع دخول فصل الشتاء وميزة الأسعار مقارنة بدول تانية مجاورة.
كل اللي فات بيأكد إن أهم خطوة هتعملها مصر إنها تدخل اليوان والروبل في العملات الأساسية في التعامل الدولي بجانب الدولار ولأول مرة مصر بتفكر تكسر سيطرة العملة الأمريكية على مفاصل الاقتصاد المصري وهي خطوة بيعتبرها كتير من الخبراء بداية النهاية لسطوة الدولار على الجنيه.