الجمعة 17 مايو 2024
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
تحليل

بعد تردد شائعات بارتفاع أسعارها.. اعرف المصريين كانوا بيدفعوا كام أجرة مواصلات قبل 100 سنة

الأحد 18/ديسمبر/2022 - 09:40 ص
أسعار المواصلات في
أسعار المواصلات في مصر قبل 100 سنة

خلال الأيام الماضية انتشر على بعض المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعية، أنباء عن صدور قرار برفع أسعار تذاكر أتوبيسات هيئة النقل العام والنقل الجماعي، ولم تكن المرة الأولى التي تنتشر بها هذه الشائعات التي تكمن خلفها الرغبة في إحداث الفوضى والبلبلة في الشارع المصري، ولذلك وعلى الفور خرج المركز الإعلامي لمجلس الوزراء بنفسي رسمي هذه الأنباء، مناشدا كافة المواطنين بعدم الانسياق وراء هذه الشائعات، وأن أسعار تعريفة النقل الجماعي كما هي بعد آخر زيادة طرأت عليها منذ عدة أشهر بواقع 50 قرشا فوق سعر التذكرة الأساسي.


ورقة ضغط

وعلى مدار عقود وباختلاف الأنظمة الحاكمة والحكومات المتعاقبة، عادة ما كانت تعريفة المواصلات بالنقل الجماعي داخل القاهرة الكبرى، هي ورقة ضغط الجهات المعادية للدولة وأداة النفخ في النيران لتأليب الرأي العام وإظهار الدولة في صورة مهزوزة أمام المواطنين، حتى قبل عشرات السنوات حينما كانت أجرة الركوب في مصر بضعة قروش، في أول ارتفاع يحدث لها في مصر، ولهذا وقبل عشرة عقود من الآن أخرست وزارة الدخلية المصرية الألسنة وخرجت بقرار رسمي بتوحيد اسعار تعريفة المواصلات بالقاهرة الكبرى.

امتى أول مرة ارتفع سعر الواصلات في مصر؟

منذ حوالي 100 عام أوأكثر كانت المرة الأولى التي يتحرك فيها سعر تعريفة المواصلات في نطاق القاهرة الكبرى، بل والمرة الأولى التي يُسمح فيها رسميا بوجود أجرة ركوب مسافات وساعات، فكل عدة محطات تستقل بها السيارة الأجرة أو وسيلة النقل داخل القاهرة تدفع لها مقابل تحدده الحكومة آنذاك.

صدر هذا القرار في عام 1903 على وجه التحديد وهو أول عام تصدر به قرارات بشأن تعريفة الركوب في القاهرة من قبل وزارة الداخلية، من أجل منع استغلال العربجية للمواطنين في وقت كان الحنطور هو وسيلة التنقل المستعملة والمعترف بها في هذا الوقت.

وقبل مائة عام كانت التعريفة المقررة والتي استمرت لعشرات السنوات بعد ذلك هو مبلغ "قرشين" لكل كيلو متر يقطعه الراكب، ولكن شرط أن يكون ركوب السيار بغرض الخروج من القاهرة أو أبعد من منطقة ميدان الأوبرا، حيث كان مركز المواصلات ومقر انطلاقها في ذلك الوقت هو ميدان الأوبرا، وكل مسافة كيلو متر أوأقل تحسب بـ 3 قروش ومع كل زيادة يضاف 2 قرش إضافيين.

العربية الخصوصي

في تلك الفترة ظهرت ما تٌعرف به "العربية الخصوصي" وحرصت وزارة الداخلية حينها على أن تضع لها تعريفة ثابتة ومحددة تتوقف على الحي الذي تنقل السيارة بها المواطن، بعد أن تم تحديد 14 منطقة داخل القاهرة، وهي الجزيرة 15 قرشا، وميدان السبق 5 قروش،  وحديقة الحيوان 10 قروش، والأهرام 40 قرشا، وفم الخليج15 قرشا،  والسيدة زينب أجرة 8 قروش، والقلعة 18 قرشا وروض الفرج 20 قرشا وسراي شبرا 15 قرش، أما تعريفة الركوب إلى  شجرة مريم بالمطرية وحمامات القبة والعباسية 20 قرشا.

وحددت وزارة الداخلية في القانون الصادر بتعريفة ركوب المواصلات قبل 100 عام، بسبب كثرة الشائعات والمغالطات والاستغلال الذي كان المواطنون يتعرضون له، تعريفة إضافية لمن يصعد ومعه طرد أو حمولة معينة فمن يضعها على الكرسي المجاور له يحق للسائق أو كما كان يطلق عليه حينذاك "العربجي" أن يطلب زيادة بواقع 1 قرش على الأجرة الأصلية، فلو كان سيدفع 5 قروش فأجرته والحمولة التي معه 6 قروش.