الأحد 19 مايو 2024
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
شمول مالي

العالم على أطراف أصابعه.. العريان: كل الطرق تؤدي إلى"العاصفة الكاملة"

الخميس 13/أكتوبر/2022 - 07:11 م
محمد العريان
محمد العريان

 

في ظل التشاؤم الذي يخيم على توقعات الاقتصاد العالمي الفترة المقبلة، دق كبير المستشارين الاقتصاديين في أليانز محمد العريان ناقوس الخطر بشأن حالة الاقتصاد العالمي، قائلاً "القصة" وراء القلق هي عبارة صندوق النقد الدولي "الأسوأ لم يأت بعد"، وأكد على اتفاقه في الرؤى مع الصندوق، وأن هناك خطرا الآن على الاستقرار المالي.

الأسوأ لم يأت بعد
 

قال العريان: "لقد عملت هناك لمدة 15 عاماً، وعلى القول بأننا نختار كلماتنا بعناية شديدة. وإن لم يبق في الكلمات سوى أن الأسوأ لم يأت بعد فهو أمر مثير للقلق بالنسبة لنا". إنهم يخبروننا أن النمو يتباطأ بسرعة كبيرة، وأن العديد من البلدان تواجه خطر الانزلاق إلى الركود.

كما أشار العريان إلى التضخم، والذي بات لصيقاً بالاقتصاد، وفقاً لتقرير آفاق النمو الاقتصادي الصادر عن صندوق النقد، إذ لم يعد يتراجع بالسرعة التي يرغب بها الاقتصاديون.

وأضاف أن هناك مخاطر تتعلق بالاستقرار المالي - فكرة أن الأسواق قد لا تعمل بالطريقة التي نريدها أن تعمل بها. هذا كله يؤدي إلى ما يعرف بـ "Perfect Storm"، أو "العاصفة الكاملة". وإذا لم نكن حذرين، فقد يكون لذلك ضرر اقتصادي كبير لسبل العيش.

خطأ فادح
 

قال كبير المستشارين الاقتصاديين بشركة أليانز  محمد العريان في وقت سابق: "إن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد ارتكب خطأين فادحين في تعامله مع التضخم".

وعزا العريان الخطأ الأول إلى وصف الفيدرالي للتضخم بشكل خاطئ بأنه مؤقت؛ حيث يعني ذلك أنه مؤقت ويمكن عكسه، لذا فلا داع للقلق بشأنه، وهو الأمر الذي ثبت عدم صحته بعد ذلك.

وأضاف العريان أن بعد إدراك وقبول الفيدرالي الأمريكي أخيرا بأن التضخم ليس مؤقتا، ظلت قراءات مؤشر أسعار المستهلكين ترتفع باستمرار بشكل متزايد، لكن رغم ذلك لم يتعامل البنك مع الأمر بطريقة حازمة إلا بعد فوات الأوان.

ركود مدمر.. تشدد كارثي
 

واستطرد العريان، أنه بعد بداية الفيدرالي الأمريكي الضعيفة بتشديده للسياسة النقدية، انتقل محافظ البنك المركزي الأمريكي من الحديث عن هبوط آمن إلى الحديث الآن عن الألم والتداعيات التي سيواجهها الاقتصاد الأمريكي.

وأشار العريان إلى أن تلك كانت أحد مشكلات الفيدرالي الأمريكي وتكلفة تأخره في الاستجابة، حيث أصبح الآن لا يتعين عليه التغلب على التضخم فحسب، بل يجب أن يستعيد مصداقيته.

وأضاف كبير المستشارين الاقتصاديين أنه يخشى أن تحركات الفيدرالي الأمريكي الآن تخاطر باحتمالية عالية للغاية لحدوث ركود مدمر كان يمكن تجنبه تماما في البداية.

وقام بنك الاحتياطي الفيدرالي آخر مرة برفع سعر الفائدة القياسي بمقدار 75 نقطة أساس في 21 سبتمبر، وواصلت البيانات الاقتصادية الأسبوع الماضي الضغط من أجل زيادة أخرى، مما أدى إلى اضطراب الأسواق.

الركود لن يكون كانهيار 2008
 

وفي وقت سابق قال الاقتصادي محمد العريان إن أي ركود اقتصادي في الأفق لن يكون شديداً مثل انهيار 2008، طالما أن الاحتياطي الفيدرالي بإمكانه تجنب المزيد من الأخطاء السياسية وأن الولايات المتحدة تتخذ الخطوات الضرورية لتجنب الركود.

وكان العريان من أشد منتقدي الاحتياطي الفيدرالي لانتظاره وقت طويل لمحاربة التضخم، إذ أكد أن الاستجابة المتأخرة هي أحد الأسباب التي دفعت التضخم الأميركي نحو الارتفاع لأعلى مستوى في 41 عاماً.

وحدد العريان أربعة عوامل للمساعدة في جعل الركود الاقتصادي قصيراً:

وأشار إلى أن العامل الأول هو أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بتحسين فهمه للاقتصاد وسياسته، أما الثاني فهو توفير حماية أفضل للفئات الأكثر ضعفاً من الناحية الاقتصادية.

فيما يتمثل العامل الثالث في تنفيذ إصلاحات هيكلية لتعزيز الإنتاجية ورأس المال البشري في سوق العمل، أما العامل الرابع فهو مراقبة الاستقرار المالي للمؤسسات غير المصرفية عن كثب.

وشدد العريان على أن بعض تلك العوامل قد تساعد الاحتياطي الفيدرالي على استعادة مصداقيته التي فُقدت عندما أصر على أن التضخم كان عابراً.