الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس التحرير
عمرو عامر
المشرف العام
عبدالعظيم حشيش
أخبار

أليكو دانجوت.. قصة كفاح "أغنى أغنياء" أفريقيا.. والدروس المستفادة

الإثنين 18/أبريل/2022 - 08:35 م
أليكو دانجوت
أليكو دانجوت

كان يمكن أن يكون مصيره مثل ملايين الأطفال التعساء في القارة السمراء، أو يسقط ضحية في مجاعات تحصد الآلاف سنويا في القارة المنكوبة، لكنه اختار أن يكون "مختلفا".. فأصبح مليارديرا وأغنى رجل في قارة أفريقيا وينظر له رجال الأعمال الغربيين بإعجاب وذهول شديدين... من هوز. وماذا فعل؟

أليكو دانجوت.. أغنى رجل في إفريقيا بثروة قدرتها الدوائر المختصة ما بين 12 و14 مليار دولا، وبحسب تقرير لمجلة "فوربس" لأغنى الأشخاص في قارة أفريقيا عام 2020، احتل فيها رجل الأعمال والملياردير النيجيري "أليكو دانجوت" المركز الأول للعام التاسع على التوالي بثروة بلغت قيمتها 10.1 مليار دولار، بينما جاء خلفه مباشرة رجل الأعمال المصري "ناصف ساويرس" بثروة قدرت بنحو 8 مليارات دولار، وذلك اعتبارًا من الرابع عشر من يناير 2020.

ومن بين 54 دولة أفريقية، وجد المليارديرات في ثماني دول هي مصر وجنوب أفريقيا ونيجيريا والمغرب والجزائر وأنجولا وتنزانيا وزيمبابوي، وذلك مقارنة مع 4 دول فقط قبل تسع سنوات.

وتبلغ الثروة الإجمالية للمليارديرات في أفريقيا خلال العام الجاري حوالي 73.4 مليار دولار، وذلك ارتفاعًا من 68.7 مليار دولار في العام  الماضي، وهو ما يرجع بشكل رئيسي إلى ارتفاع أسعار الأسهم.

- من هو أليكو دانجوت؟

ولد "دانجوت" 10 أبريل 1957 في مدينة  "كانو" النيجيرية  "دانجوت"، وهو مؤسس ورئيس شركة "دانجوت" للأسمنت، وهي أكبر شركة منتجة للأسمنت في أفريقيا، ويمتلك "أليكو" ما يقرب من 85% من أسهم الشركة التي تنتج نحو 45.6 مليون طن من الأسمنت سنويًا، ولديها عمليات في 10 دول أفريقية.

ودانجوت هو أيضا رئيس «مجموعة دانجوتي» التي تعمل في العديد من بلدان أفريقيا مثل بنين وإثيوبيا والسنغال والكاميرون وغانا وجنوب إفريقيا وتوغو وتنزانيا وزامبيا وتتركز أنشطة «مجموعة دانجوتي» على قطاعات السكر والأسمنت والطحين.

وبلغت ثروة رجل الأعمال النيجيري الذي يمتلك أيضًا أسهمًا في شركات لتصنيع السكر والملح والدقيق نحو 10.1 مليار دولار في الـ14 يناير 2020، ويعتقد انها نمت  بأكثر من ملياري دولار منذ ذلك التاريخ.

واقتحم "دانجوت" عالم الاستثمار في النفط وبنى مصفاة لتكرير النفط هي واحدة من أكبر مصافي النفط في العالم عندما يكتمل بناؤها، وخلف فرص عمل واستثمار في كل أنحاء أفريقيا.

- البداية كانت مصر

حافط "دانجوت" على مركزه كأغنى رجل في إفريقا في 2021 وزادت ثروته في 2020 فقط 2 مليار دولار، وكان دانجوت شغوفا بمصر ويراها بلد العلم والفرص وقرر أن يدرس في جامعة الأزهر الشريف، وحصل على بكالوريوس في الآداب والعلوم.

- سر النجاح

عن سر نجاحه يقول "دانجوت" فى لقاء مع مجلة تايم :"كنت أعمل بجد لفترة طويلة لبناء عملي، الآن أحاول أخذ إجازة لمدة أسبوع كل أسبوعين".

ثروة وشركات دانجوت لم تهبط عليه من السماء لكنها شاهدة على تاريخ طويل من الكفاح فبداية هذه الامبراطورية كان مشروعا صغير جدا عبارة عن شراء الحلوى وبيعها الأخريين لكسب الأرباح، ولكن الطموح لم يتوقف عند ذلك الحد بل اقترض دانجوت من عمه أموالا من أجل ضربة البداية .

"لقد حاولت دائمًا الصعود في السلسلة، لقد بدأت بالأسمنت ، ثم انتقلت إلى المنسوجات ، والأعمال المصرفية، عندما كنت أتاجر بالسكر ، أضفت الملح والدقيق ، حتى نتمكن من صنع المكرونة".

وتابع "كان جدي الأكبر تاجر جوزة كولا، وأغنى رجل في غرب أفريقيا في وقت وفاته، كان والدي رجل أعمال وسياسي، لقد ترعرعت في الواقع من قبل جدي". 

- الدروس المستفادة من قصة نجاح أليكو دانجوت 

- لقد استوعب «دانجوت» أقدم دروس المال والأعمال وهو تركيز الاستثمارات على المجالات التي يعرفها المرء.

ــ قرر «دانجوت» عدم الاعتماد على أسرته وتكوين نشاطه الخاص لكنه كان قريبا من نفس مجال استثمارات العائلة، وفور إنهاء دراسته بجامعة الأزهر اقترض من عمه 3000 دولار، وكان حينها في الواحد والعشرين من عمره، واستخدم الأموال في استيراد الأرز والسكر والأسمنت من تجار الجملة في الخارج ثم بيعها محليا بعائد مجز.

ــ حقق نجاحا باهرا وسريعا وبحلول عام 1990 أصبحت مجموعة «دانجوت» أحد أكبر الشركات التجارية في نيجيريا.

- استغل «دانجوت» الفرصة المناسبة بالتحول من التجارة إلى التصنيع، فأنشأ مصانع لإنتاج الطحين والمكرونة والسكر، ولم يواجه مشكلة في التسويق لمنتجاته إذ كان يحظى بالفعل بشبكة توزيع ضخمة كونها على مدار سنوات نشاطه التجاري.

- تسيطر شركته حاليا على سوق السكر النيجيري وتعد المرود الرئيسي لشركات المشروبات والحلويات بالدولة الإفريقية.

- قوة العلامة التجارية

ــ من أفضل الوسائل لبناء علامة قوية هو تقديم وتسويق المنتجات بأفضل جودة وأقل الأسعار، وهي سر نجاح أي علامة.

- التركيز على مواضع الاستثمار يحتاج بناء علامة قوية والحفاظ عليها إلى استثمارات طائلة.

- برع «دانجوت» في زيادة رأسمال مجموعته من خلال مجموعة من صفقات الاستحواذ الناجحة والتي مكنته من تقديم منتجاته بأسعار أقل من منافسيه، ويحاول العديد من رؤساء الشركات دخول هذا المجال لكن القليل فقط من ينجحون فيه.

ــ  سياسة إعادة الاستثمار في شركات «دانجوت» سياسة أصيلة ومستمرة للمجموعة.

- سياسة تنويع الاستثمارات لصمان تدفق المال والسيولة في وقت واحد وعدم السقوط في أي وقت.