توطين صناعة توربينات الرياح والخلايا الشمسية في مصر.. رعاية صينية بمكونات مصرية
مصر داخلة صناعة توربينات الرياح والخلايا الشمسية بقوة، وده اللي هيخليها مركز إقليمي للطاقة المتجددة؟، بس هل نسبة المكون المحلي اللي بتوصل لـ60% كفاية ولا محتاجة تزيد أكتر؟، وإمتى نشوف أول توربينة رياح أو خلية شمسية "صناعة مصرية" بالكامل؟، وهل المشروعات دي هتقلل فاتورة استيراد مهمات الطاقة ولا لأ؟، وقد إيه توطين الصناعة ده هيوفر فرص عمل حقيقية للشباب؟، وهل الشبكة القومية للكهرباء جاهزة تستوعب التوسع الكبير في الطاقة المتجددة؟..
مصر بتاخد خطوة تقيلة جدًا في ملف الطاقة المتجددة، خطوة معناها إننا مش بس هننتج كهربا من الشمس والرياح، لكن كمان هنصنع بإيدينا أهم المعدات اللي بتشغل المحطات دي، وبمكونات مصرية وتكنولوجيا عالمية وبرعاية صينية.
القصة بدأت من اجتماع مهم عقده الدكتور محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، مع قيادات مجموعة شركات "صاني" الصينية، واحدة من أكبر الشركات العالمية في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة، وعلى رأسهم المهندس داي تشينج خوا، المدير التنفيذي للمجموعة، ورئيس شركة صاني سليكون إنيرجي.
الاجتماع ماكانش مجرد زيارة مجاملة، ده كان نقاش مباشر وصريح عن نقل وتوطين التكنولوجيا في مصر، خصوصًا في تصنيع الخلايا الشمسية ومكونات توربينات الرياح، يعني قلب الصناعة نفسها، مش بس التجميع.
مجموعة صاني الصينية عندها خبرة ضخمة في تصنيع كل حاجة تقريبًا تخص محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، من أول المهمات والمعدات، لحد المكونات الدقيقة، ونقلت التجربة دي قبل كده لدول كتير بره الصين، وناوية دلوقتي تدخل السوق المصري بقوة.
خلال الاجتماع، تم استعراض خطة الشركة الاستثمارية، ونماذج التعاون اللي اشتغلت بيها في دول تانية، وكمان الدعم اللي الدولة المصرية بتقدمه في إطار خطتها لتوطين الصناعة ونقل التكنولوجيا، خصوصًا مع وجود عوامل جذب قوية زي مشروعات التنمية الزراعية والصناعية، واتفاقيات التجارة مع الدول المجاورة، والاستراتيجية الوطنية للطاقة المتجددة.
واحد من أهم النقاط اللي اتناقشت، هو إقامة مصنع في مصر لتصنيع مهمات محطات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بحيث المشروعات الجديدة تعتمد بشكل أساسي على معدات معمولة محليًا، بدل الاستيراد من بره.
كمان تم استعراض الجداول الزمنية لإضافة قدرات جديدة من الطاقة الشمسية والرياح، وإزاي الشركة الصينية ممكن تشارك في تنفيذ المرحلة الجاية من المشروعات، بالتوازي مع تحديث وتدعيم الشبكة القومية للكهرباء علشان تستوعب القدرات الجديدة.
الاجتماع دخل في تفاصيل أدق، زي تخصيص الأراضي والدراسات والقياسات الفنية، وإزاي يتم الدمج بين الطاقة الشمسية وطاقة الرياح علشان نحقق أعلى استفادة من الأرض، وأفضل عائد اقتصادي.
وزير الكهرباء أكد بوضوح أن في خطة عمل كاملة لنقل التكنولوجيا وتوطين الصناعة، وأن الوزارة منفتحة على كل نماذج الشراكات، خاصة لما تكون مرتبطة بتصنيع محلي حقيقي، مش مجرد استيراد.. وشدد كمان أن الدولة بتدي أولوية واضحة للمنتج المحلي في تنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة، وإن نسبة المكون المحلي المستهدف توصل لـ60%، وده رقم كبير هيغير شكل الصناعة في مصر.
الرسالة كانت واضحة، مصر مش بس عايزة طاقة نظيفة، مصر عايزة صناعة نظيفة، وتبقى مركز إقليمي للطاقة وصناعة المهمات الكهربائية، وتفتح الباب قدام الشركات اللي عندها تكنولوجيا حقيقية.. يعني من الآخر، اللي بيحصل ده مش مجرد مصنع جديد، ده نقلة استراتيجية، بتخلق شغل، وتنقل خبرة وتقلل استيراد وتخلي مصر لاعب أساسي في مستقبل الطاقة المتجددة في المنطقة كلها.

