مفاجأة الحكومة اللي هتقلب الموازين.. مصر تتخلص من “كابوس الديون”
يا ترى إيه اللي بيحصل في الكواليس؟ وليه فجأة ملف ديون مصر بقى في صدارة المشهد؟ وليه رئيس الحكومة طالع يتكلم بثقة غير معتادة عن تصفير عداد الديون؟ وهل فعلا مصر تقدر توصل لمرحلة آمنة شبه اللي كانت موجودة من خمسين سنة؟ وهل الكلام ده مجرد طموح ولا خطة شغل حقيقية اتحطت على الترابيزة واتناقشت على أعلى مستوى؟
القصة بدأت لما الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الحكومة خرج وقال إن مصر ماشية في طريق السيطرة الكاملة على ملف الديون وإن الهدف مش بس تقليلها لكن الوصول لمستويات آمنة جدا .. كلام تقيل غير معتاد من حكومة شغالة في أصعب ظروف اقتصادية عالمية وخلّى ناس كتير تقف وتسأل نفسها هو إيه اللي اتغير وإيه المفاجأة اللي جاية؟
اللي حصل إن من حوالي ست شهور كان فيه اجتماع مهم جدا بين الدكتور مدبولي والرئيس السيسي ..الاجتماع ده كان مختلف لأنه لأول مرة رئيس الحكومة قدم ملف كامل بخطة زمنية واضحة للسيطرة على الدين العام والتزم قدام الرئيس إن ده يبقى جزء أساسي من أداء الحكومة مش مجرد توصيات أو أفكار قابلة للتأجيل ودي نقطة تحول حقيقية لأن قبل كده كان فيه فريق اقتصادي شغال على ملف الديون لكن دوره استشاري والحكومة كانت دايما شايفة إن تشديدهم هيعطل تنفيذ المشروعات ويضغط على المصروفات في وقت الدولة محتاجة تبني وتوسع وتواجه تحديات كبيرة.
التحول الحقيقي إن الحكومة قررت إن مرحلة بناء المشروعات الكبرى وصلت لنقطة تسمح بفتح أخطر ملف وهو ملف الديون بنفس طويل وبخطة واقعية مش تقشف حاد ولا قرارات فجائية لكن إدارة ذكية للدين تخلي معدلاته تنزل سنة ورا سنة بشكل ملحوظ.
ومن هنا نفهم ليه مصر هي اللي طلبت تأجيل المراجعتين الخامسة والسادسة مع صندوق النقد الدولي مش العكس لأن الحكومة في التوقيت ده كانت خلصت برنامجها الجديد لإدارة الدين واحتاجت وقت تعرضه وتناقشه وتدخل الصندوق في الصورة من زاوية مختلفة مش زاوية إن مصر محتاجة فلوس بسرعة لكن زاوية إن مصر عندها مشروع إصلاحي حقيقي عايزة تمشي فيه بثبات.
اللي حصل كان نوع من خطف الانتباه السياسي والإعلامي في وقت كانت الحكومة بتشتغل بهدوء على أخطر ملف في الاقتصاد والرسالة وصلت للصندوق إن مصر مش مستعجلة تمويل لكنها عايزة دعم لمسار مختلف مسار ينجح ويبقى نموذج يتحط في سجلات الصندوق.
الحكومة كمان كانت واعية لتوجهات الشارع لأن المواطن عايز يشوف نتيجة الإصلاح في جيبه مش في التقارير بس وملف الديون مرتبط بشكل مباشر بأسعار واستقرار وفرص عمل ودخول حقيقية ولو الخطة نجحت فإحنا قدام مرحلة جديدة يكون فيها الإصلاح الاقتصادي ليه انعكاس مباشر على حياة الناس.
اللي جاي خلال أيام مش مجرد تصريحات لكن إعلان عن ملامح مشروع إدارة الديون الجديد ومين بيديره وإزاي هيشتغل وإيه الأدوات اللي هتستخدم وهل فيه تنسيق دولي أو أطراف خارجية مشاركة وهل ده مرتبط بالطروحات الحكومية أو إعادة هيكلة أصول الدولة.
اللي مؤكد إن الاجتماع الطويل بين الرئيس السيسي ورئيس الحكومة كان لحسم كل النقاط دي وإن الدولة داخلة مرحلة مختلفة بتراهن فيها على إن السيطرة على الديون مش حلم بعيد لكن هدف قابل للتحقق لو الخطة اتنفذت بنفس الجدية اللي اتحطت بيها ولو ده حصل فعلا فإحنا قدام تحرك تاريخي بمعنى الكلمة.
