طائرات مصرية بوقود "زيت الطعام".. تفاصيل استثمار الـ730 مليون دولار
عمرك تخيل إن زيت الأكل اللي بنقليه ونرميه ممكن يبقى وقود يطير بيه الطيران؟
اللي كان مخلف بيتصب في البلاعة
بقى دلوقتي كنز صناعي واستثماري
بمئات الملايين من الدولارات.. مصر بتدخل خطوة جديدة ومختلفة
في عالم الطاقة النظيفة وبتستعد تبقى لاعب مهم.
في سوق وقود الطيران المستدام عالميًا
إزاي؟ وإمتى؟ وليه العالم مهتم؟
ده اللي هنعرفه في التقرير ده.
خلال الفترة اللي فاتت، مصر بدأت تتحرك بخطوات واضحة ناحية سوق جديد ومهم جدًا على مستوى العالم، وهو سوق وقود الطيران المستدام، النوع اللي بيُعرف باسم SAF، واللي بيعتمد على مصادر صديقة للبيئة بدل الوقود التقليدي.
الفكرة ببساطة إن زيت الطعام المستخدم، اللي كان بيتشاف زمان كمخلف بيتخلصوا منه، بقى دلوقتي مادة خام ليها قيمة عالية، وبتدخل في صناعة وقود يقدر يقلل انبعاثات الطيران بنسبة بتوصل من 50 لـ 80%، وده سبب اهتمام عالمي كبير بالوقود ده، خصوصًا مع تشديد القوانين البيئية على شركات الطيران.
مصر دخلت المجال ده من خلال مشروعين كبار، بإجمالي استثمارات بتعدي المليار دولار، وده بيحطها في مكان جديد تمامًا، من دولة مستهلكة لوقود الطيران، لدولة منتجة ومصدّرة ليه.
أول مشروع موجود في منطقة السخنة داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وبيعتمد بشكل كامل على تجميع وإعادة تدوير زيت الطعام المستخدم، وتحويله لوقود طيران مستدام، بالإضافة لمشتقات تانية زي البيو-بروبان والبيو-نافثا، اللي ليهم استخدامات صناعية كبيرة في مجالات الطاقة والبتروكيماويات.
المشروع ده طاقته الإنتاجية بتوصل لحوالي 200 ألف طن سنويًا، وكل الإنتاج تقريبًا متوجه للتصدير بعقود طويلة الأجل، وده معناه عائد دولاري ثابت، ومكان مضمون لمصر في سوق عالمي الطلب عليه بيزيد سنة ورا سنة.
المهم هنا إن الزيت المستخدم مش بيتحول كله لوقود طيران وبس، لكن بيطلع منه منتجات تانية بتدخل في صناعات البلاستيك منخفض الكربون، وغازات حيوية بتستخدم في الطهي والتدفئة، وده بيخلي الاستفادة كاملة من كل نقطة زيت، من غير أي فاقد تقريبًا.
في نفس الوقت، في مشروع تاني وطني بيتنفذ في الإسكندرية، تابع لقطاع البترول، وبيعتمد على تكنولوجيا عالمية متقدمة قادرة تحول زيت الطعام المستخدم لوقود طيران مطابق للمواصفات الدولية بكفاءة عالية.
المشروع ده طاقته الإنتاجية حوالي 120 ألف طن سنويًا، وبيساهم بشكل مباشر في تقليل مئات الآلاف من الأطنان من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون كل سنة، وده بيخدم التزامات مصر البيئية، ويقلل البصمة الكربونية لقطاع الطيران.
اللي بيحصل ده مش مجرد مشروع صناعي، لكنه تحول استراتيجي، بيغير طريقة التعامل مع المخلفات، وبيفتح باب جديد للاقتصاد الدائري، من خلال إنشاء منظومة كاملة لجمع زيت الطعام المستخدم من المطاعم والمنازل وإعادة تدويره بدل ما يسبب تلوث للبيئة أو شبكات الصرف.
كمان المشروعات دي بتعزز مكانة مصر كمركز إقليمي لصناعات الطاقة النظيفة، مستفيدة من موقعها الجغرافي، والموانئ، والبنية التحتية الصناعية، والشراكات الدولية، في وقت العالم كله بيدور فيه على بدائل أنظف وأذكى للطاقة.
وبدخول المشروعات دي حيز التنفيذ، مصر بتحط نفسها على خريطة إنتاج وقود الطيران المستدام عالميًا، وبتحوّل حاجة كانت مخلف بيئي، لوقود استراتيجي بيسافر بيه الطيران، وبيفتح آفاق جديدة للاستثمار والتنمية في السنين الجاية.
