الذهب يعاود الصعود في مصر وسط اضطرابات الأسواق العالمية وتقلبات الدولار
شهدت أسعار الذهب في مصر، اليوم الأحد، ارتفاعًا ملحوظًا بقيمة 5 جنيهات للغرام مقارنة بمستوياتها المسجلة بنهاية تعاملات يوم الجمعة الماضي، في إشارة إلى تعافٍ نسبي بعد التراجع الطفيف الذي شهده السوق المحلي خلال الأسبوع الماضي، متأثرًا بالتحركات العالمية للمعدن الأصفر.
ويأتي هذا الارتفاع المحلي بالتوازي مع مكاسب قوية لأسعار الذهب عالميًا، حيث أنهت أسعار المعدن النفيس تعاملات يوم الجمعة بالقرب من مستويات قياسية، محققة مكاسب أسبوعية ملحوظة، رغم استمرار قوة الدولار الأميركي، وتصريحات بعض مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي بشأن مسار التضخم والسياسة النقدية.
ويُعد الذهب أحد أهم وسائل الادخار الآمن للمصريين، لا سيما في ظل استمرار تقلبات أسعار الصرف، والتحديات الجيوسياسية المتصاعدة في منطقة الشرق الأوسط، ما يدفع شريحة واسعة من المواطنين والمستثمرين الأفراد إلى زيادة الإقبال على شراء الذهب باعتباره مخزنًا للقيمة وأداة للتحوط ضد التضخم.
وبحسب متوسط الأسعار المعلنة في السوق المحلية، دون احتساب المصنعية، سجّل سعر غرام الذهب عيار 24، وهو الأعلى نقاءً، نحو 6617.25 جنيهًا للبيع، مقابل 6588.5 جنيهًا للشراء، مواصلًا تحركاته الصعودية بدعم من الاتجاه العالمي.
فيما بلغ سعر غرام الذهب عيار 18 نحو 4962.75 جنيهًا للبيع، و4941.5 جنيهًا للشراء، متأثرًا بدوره بارتفاع سعر الأوقية عالميًا، وتراجع الضغوط البيعية في السوق المحلي.
أما الذهب عيار 21، وهو العيار الأكثر تداولًا وإقبالًا في مصر، فقد سجّل عند 5790 جنيهًا للبيع، و5765 جنيهًا للشراء، ليعكس حالة من الاستقرار النسبي مع ميل صعودي، وسط ترقب المتعاملين لأي تحركات جديدة في أسعار الدولار أو قرارات السياسة النقدية عالميًا.
وبالنسبة إلى سعر الجنيه الذهب، فقد ارتفع ليسجل نحو 46320 جنيهًا للبيع، مقابل 46120 جنيهًا للشراء، مستفيدًا من صعود أسعار الأعيرة المختلفة، لا سيما عيار 21 الذي يمثل الوزن الأكبر في حساب سعر الجنيه الذهب.
وعلى الصعيد العالمي، أنهت أسعار الذهب تعاملات يوم الجمعة على ارتفاع، حيث صعدت العقود الآجلة للمعدن الأصفر تسليم فبراير 2026 بنسبة 0.5% أو ما يعادل 22.8 دولار، لتصل إلى 4387.3 دولارًا للأوقية، مقتربة من أعلى مستوى قياسي لها عند 4394.6 دولارًا والمسجل في أكتوبر 2025، محققة مكاسب أسبوعية بلغت نحو 1.3%.
وجاء هذا الأداء القوي للذهب رغم ارتفاع الدولار الأميركي، في ظل صدور بيانات تشير إلى أن معدلات التضخم في الولايات المتحدة جاءت أقل من التوقعات خلال شهر نوفمبر، ما عزز توقعات الأسواق بقيام الاحتياطي الفيدرالي بتنفيذ خفضين إضافيين لأسعار الفائدة خلال عام 2026 بمقدار 25 نقطة أساس لكل منهما، وهو ما يعزز جاذبية الذهب كأصل لا يدر عائدًا.
وفي ظل هذه المعطيات، يتوقع محللون استمرار حالة التذبذب الصعودي لأسعار الذهب محليًا خلال الفترة المقبلة، مع ارتباطها الوثيق بتحركات الأسعار العالمية، وسعر صرف الدولار، ومستوى الطلب المحلي على المعدن النفيس.
