يوم فارق لقطاع النقل البحري.. بدء التشغيل التجريبي لأول محطة حاويات آلية بالكامل بميناء السخنة
في يوم بالغ الأهمية لقطاع النقل البحري المصري، شهد الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، بدء التشغيل التجريبي لمحطة البحر الأحمر لتداول الحاويات رقم (1) بميناء السخنة، والتي يتولى إدارتها وتشغيلها تحالف عالمي يضم شركات هاتشيسون، وCMA CGM، وCOSCO، وذلك بالتزامن مع وصول أول سفينة حاويات إلى أرصفة المحطة، في خطوة تمثل نقلة نوعية في منظومة الموانئ المصرية.
ويأتي هذا الحدث في إطار تنفيذ توجيهات فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية بتطوير الموانئ المصرية وتحويل مصر إلى مركز إقليمي وعالمي للنقل واللوجستيات وتجارة الترانزيت، وكذلك ضمن مشروع تطوير واستكمال ميناء السخنة، أحد المكونات الرئيسية للممر اللوجستي المتكامل «السخنة / الإسكندرية»، الذي يربط بين البحرين الأحمر والمتوسط.
وشهد الوزير وصول السفينة CMA CGM HELIUM التابعة للخط الملاحي العالمي CMA CGM، والقادمة من سنغافورة، لتكون أول سفينة حاويات ترسو على أرصفة المحطة الجديدة، إيذانًا ببدء التشغيل الفعلي للمحطة على أرض الواقع. وكان في استقبال الوزير عدد من القيادات والمسؤولين، من بينهم قيادات شركة هاتشيسون العالمية، ورئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ونواب وزير النقل، وقيادات مشروع تطوير ميناء السخنة.
واستهل نائب رئيس مجلس الوزراء جولته بتفقد غرفة التحكم المركزية للمحطة، حيث استمع إلى شرح تفصيلي حول منظومة التشغيل الذكية، ودورها في التحكم الكامل في أوناش الرصيف العملاقة (STS) البالغ عددها 6 أوناش، والمصممة للتعامل مع أكبر سفن الحاويات العالمية، فضلًا عن أوناش الساحة الأوتوماتيكية (RTG) البالغ عددها 18 ونشًا، والتي تعمل بأنظمة آلية متطورة تعتمد على الذكاء الاصطناعي في ترتيب وتحديد مواقع الحاويات، بما يقلل التدخل البشري ويرفع معدلات الكفاءة التشغيلية.
كما تابع الوزير من داخل غرفة التحكم أعمال تفريغ الحاويات من السفينة إلى أرصفة وساحات المحطة، ثم انتقل إلى الأرصفة لمتابعة التشغيل ميدانيًا، والاطلاع على الإمكانيات الفنية للمحطة، التي تُعد محطة آلية بالكامل في جميع عناصر تشغيلها، من أنظمة الإدارة، إلى الأوناش، وأنظمة التتبع، وغرف التحكم.
وتعتمد المحطة على منظومة تشغيل متكاملة تشمل نظام إدارة محطة الحاويات (TOS) للتحكم اللحظي في حركة التداول، وأنظمة تتبع متقدمة باستخدام GPS وRFID، إلى جانب تقنيات صديقة للبيئة تهدف إلى خفض الانبعاثات وتعظيم كفاءة استخدام الطاقة، بما يتماشى مع المعايير البيئية العالمية.
وأكد الفريق مهندس كامل الوزير أن تشغيل المحطة يتم وفق أعلى المعايير العالمية، بما يعزز من قدرة ميناء السخنة على استقبال أكبر الخطوط الملاحية الدولية، ويدعم مكانة مصر كمركز محوري في سلاسل الإمداد العالمية، مشددًا على أن وزارة النقل تنفذ خطة شاملة لتكوين شراكات استراتيجية مع كبرى الشركات العالمية في إدارة وتشغيل محطات الحاويات، بما يسهم في مضاعفة طاقة التشغيل، والتوسع في تجارة الترانزيت.
وأشار الوزير إلى أن تشغيل محطة البحر الأحمر للحاويات يأتي ضمن خطة الدولة لتحويل ميناء السخنة إلى ميناء محوري عالمي، وزيادة حصة مصر من سوق تجارة الترانزيت الدولية، فضلًا عن دعم الصادرات المصرية، وفتح أسواق جديدة لها، من خلال تطوير منظومة نقل متكاملة تعتمد على النقل متعدد الوسائط، والربط مع السكك الحديدية والقطار الكهربائي السريع والموانئ الجافة.
