الإمارات دبي الوطني.. بنك لا يتحرك وإدارة بلا رؤية
في ظل التحولات العميقة التي يشهدها القطاع المصرفي المصري خلال السنوات الأخيرة، يبرز اسم بنك الإمارات دبي الوطني – مصر كأحد الكيانات التي كان يُنتظر منها دور أكبر في المنافسة وتقديم خدمات مصرفية أكثر تطورًا، إلا أن واقع التجربة اليومية لدى قطاع واسع من العملاء يشير إلى صورة مختلفة تمامًا.
فالسؤال الذي يتردد اليوم داخل السوق: لماذا لم يشهد البنك أي تطوير ملحوظ رغم إمكاناته الضخمة وانتمائه لمجموعة مصرفية إقليمية كبرى؟
تراجع التوسع وضعف رؤية الإدارة
يرى مصرفيون أن البنك لم يُحقق توسعًا حقيقيًا داخل السوق المصري خلال السنوات الماضية، مقارنة ببنوك منافسة استطاعت مضاعفة فروعها، وإطلاق حزم كاملة من الخدمات الرقمية، والدخول بقوة في تمويلات كبرى وقطاعات واعدة.
وبحسب محللين، فإن السبب يعود إلى غياب رؤية إدارية واضحة، وعدم وجود خطط توسع حقيقية سواء على مستوى شبكة الفروع أو المنتجات المصرفية، ما جعل البنك يتحرك بوتيرة بطيئة لا تتناسب مع حجم المنافسة.
خدمة العملاء.. ثغرة يومية في تجربة المتعاملين
أحد أبرز الانتقادات المتكررة يتعلق بمستوى خدمة العملاء داخل الفروع ومراكز الاتصال، فوفقًا لشكاوى عديدة، تظهر فجوة واضحة في المستوى المعرفي والقدرة على التعامل مع الاستفسارات المصرفية الأساسية، إلى جانب بطء الاستجابة في حل المشكلات، وغياب التدريب المتخصص الذي اعتادت عليه بنوك أخرى في السوق.
يشير عملاء إلى أن موظفي الصف الأمامي يفتقرون إلى الخبرة المصرفية الكافية في مجالات مثل أنظمة التمويل، التعاملات الدولية، إجراءات تحديث البيانات، أو الإرشاد المالي الذي أصبح عنصرًا أساسيًا في التجربة البنكية الحديثة.
أزمة مستمرة: قاعدة بيانات لا تُحدَّث
من أبرز مشكلات البنك التي تتكرر بشكل لافت، عدم تحديث بيانات العملاء بشكل دوري وفعال، وهو ما يترتب عليه مشكلات متعددة مثل:
توقف بعض الخدمات دون مبرر.
تعطل التحويلات أو الخدمات الإلكترونية بسبب عدم توافق البيانات.
إعادة طلب مستندات سبق تقديمها.
هذه الإشكالية تعكس – بحسب خبراء – ضعف منظومة إدارة المعلومات داخل البنك، وعدم وجود إطار رقمي متكامل يضمن تحديث البيانات تلقائيًا وبشكل ينسجم مع المعايير المصرفية الحديثة.
منافسة شرسة.. الصورة قد تصبح أكثر قتامة
قطاع البنوك في مصر يشهد طفرة في التحول الرقمي، وتطوير الفروع، وتوسيع الخدمات، لكن استمرار بنك الإمارات دبي الوطني في العمل بالوتيرة نفسها قد يصيبه بتراجع تنافسي أكبر، خاصة مع دخول لاعبين جدد يتمتعون بمرونة وسرعة أعلى.
