أول مترو بأياد مصرية.. بدء تصنيع القطارات الكهربائية محليا لخدمة أهالي الإسكندرية
في خطوة ولا كانت على البال، مصر أخيرًا دخلت عالم تصنيع القطارات بنفسها.. حلم كان صعب ولسنين طويلة كان بس كلام، لكن النهارده بقى واقع.
مشروع مترو الإسكندرية الكهربائي مش بس أول مترو في المدينة، ده كمان أول مشروع يتم فيه تصنيع وتجميع قطارات المترو جوه مصر، من غير ما نستورد القطارات جاهزة زي ما كنا بنعمل من التمانينات.. ودي بداية مرحلة جديدة بتقول إن مصر مش بس بتستخدم التكنولوجيا.. لأ، بتصنعها.
اللي بيحصل في مصر اليومين دول في مجال النقل مش مجرد تطوير ده "نقلة صناعة كاملة"، لأول مرة في تاريخنا، الدولة بتعتمد على مصنع محلي مصنع نيرك عشان يصنع ويجمع قطارات مترو جديدة بالكامل لصالح مشروع مترو الإسكندرية الكهربائي.
الموضوع بدأ باتفاق ضخم قيمته 275 مليون يورو، اتوقع جوه مصنع نيرك في شرق بورسعيد، أثناء زيارة رئيس الوزراء، الاتفاق ده بيقول باختصار إن المصنع المصري بقى هو المورد الأساسي لـ21 قطار مترو، بإجمالي 189 عربة، وكمان المصنع مسؤول عن قطع الغيار وبرامج الصيانة لعشر سنين.
وده أول عقد في تاريخ مصر يكون فيه المصنع مصري.. مش مورد أجنبي. وده بيدخل مصر رسميًا نادي الدول اللي بتصنع قطارات كهربائية.

طب إزاي حصل التحول ده؟
السر في شراكة قوية بين مصنع نيرك وشركة صينية عملاقة اسمها Norinco الشركة دي بتنقل التكنولوجيا الأساسية: أنظمة الجر والتحكم والفرامل والتصميمات، وفي المقابل، العمالة المصرية بتقوم بتجميع الهياكل، الدمج، الدهان، تركيب الأنظمة، لحد ما القطر يطلع جاهز للتشغيل.
الطريقة دي اسمها عالميًا CKD Manufacturing، يعني التجميع من مكونات كاملة مفككة.. وهي نفس الطريقة اللي الهند والبرازيل بدأوا بيها قبل ما يوصلوا لنسبة تصنيع محلي أكتر من 70%.
لو رجعنا لورا شوية هنلاقي إن مصر طول 40 سنة كانت بتستورد كل أنواع القطارات:
قطارات المترو من اليابان وفرنسا وكوريا، المونوريل من إنجلترا، LRT من الصين، السريع من سيمنس
ولا مشروع واحد كان فيه تصنيع أو تجميع محلي.
لكن مشروع مترو أبو قير محطة مصر في الإسكندرية غير كل ده
لأول مرة:
تصنيع القطارات محلي.. تجميع وتشطيب واختبارات في مصر.. تدريب عمالة مصرية على التكنولوجيا.. صيانة وإصلاحات كاملة جوه البلد.. وده معناه إن مصر مبقتش مجرد مستخدم بقت داخل المنظومة من أول برغي لحد التشغيل.
مصنع نيرك نفسه متجهز بأحدث خطوط إنتاج: لحام هياكل، وحدات دهان إلكترونية، معامل اختبار، وورش دمج أنظمة، والمهم إن الشراكة دي هتفتح الباب لمكونات محلية كتير قريب: زي الأبواب، الألواح الداخلية، التكييف، وقطع ميكانيكية.
يعني خلال كام سنة ممكن نلاقي القطر بنسبة تصنيع مصري عالية جدًا، ونبقى مركز إقليمي لتصدير عربات المترو والترام.. طيب المترو نفسه؟
مشروع ضخم طوله 43 كم، بيتنفذ على 3 مراحل:
المرحلة الأولى: تحويل خط أبو قير محطة مصر إلى مترو كهربائي بطول 21.7 كم
الثانية: امتداد للمكس.
الثالثة: برج العرب وربطها بالقطار السريع.
والتشغيل المتوقع: 2027.. وده هيكون أول مترو خارج القاهرة وأول مترو عاملينه بإيدينا.
النهارده مصر بتقفل صفحة "الاستيراد الكامل"، وبتفتح صفحة "إنتاج محلي"، لدرجة إن الحكومة أعلنت: أي شركة عايزة تورد قطارات لمصر لازم تصنع جوه البلد يا إما في مصنعها، يا في نيرك.
يعني باختصار إحنا قدام بداية صناعة جديدة، مش مشروع واحد.. صناعة هتغير شكل النقل في مصر، وتفتح باب فرص شغل وتكنولوجيا وخبرة لأول مرة تتجمع في مكان واحد.. وهي دي البداية بس.
