شاومي: ارتفاع أسعار شرائح الذاكرة يرفع تكلفة إنتاج الهواتف الذكية
أعلنت شركة شاومي الصينية اليوم الجمعة أن ارتفاع أسعار شرائح الذاكرة أدى إلى زيادة تكلفة إنتاج الهواتف الذكية، خاصة مع إطلاق سلسلة هواتفها الجديدة "ريدمي K90"، التي شهدت ردود فعل متباينة من المستهلكين بسبب الفارق في الأسعار مقارنة بالنسخ السابقة.
وأوضح لو ويبينغ، رئيس الشركة، عبر منشور على منصة ويبو، أن "الضغوط على التكلفة انتقلت مباشرة إلى تسعير منتجاتنا الجديدة، وارتفاع أسعار شرائح الذاكرة تجاوز التوقعات بشكل كبير، مع احتمال زيادة أكبر في المستقبل". وأشار إلى أن الشركة تواجه تحديًا في موازنة تكاليف الإنتاج مع الحفاظ على جاذبية الأسعار للمستهلك النهائي.
وجاء الإعلان بعد إطلاق هاتف ريدمي K90 يوم الخميس، والذي يُصنَّف ضمن الفئة الاقتصادية، حيث يبدأ سعر النسخة الأساسية المزودة بذاكرة 12 غيغابايت وسعة تخزين 256 غيغابايت من 2599 يوانًا (364 دولارًا)، مقارنة بسعر 2499 يوانًا للنسخة الأساسية من سلسلة K80 التي طرحت في نوفمبر 2024. وأوضح لو ويبينغ أن شعور المستهلكين بخيبة أمل ناتج عن الفارق الملحوظ في الأسعار بين النسخ المختلفة، ما دفع الشركة إلى تعديل التسعير، حيث ستخفض النسخة الأكثر طلبًا المزودة بذاكرة 12 غيغابايت وسعة تخزين 512 غيغابايت بمقدار 300 يوان لتصبح 2899 يوانًا خلال الشهر الأول من البيع.
ويأتي هذا الارتفاع في أسعار شرائح الذاكرة نتيجة الطلب العالمي المتزايد على الرقاقات المستخدمة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مما أدى إلى نقص المعروض من الشرائح التقليدية المستخدمة في الهواتف الذكية، الحواسيب الشخصية، والخوادم. وقد انعكس هذا النقص على أسعار الشرائح بشكل كبير، ما ساهم في تعزيز أرباح شركات تصنيع الشرائح الكبرى مثل سامسونغ إلكترونيكس وإس كيه هاينكس في كوريا الجنوبية.
وأكد خبراء صناعة الإلكترونيات أن هذه الزيادة في تكاليف الشرائح ستؤثر على استراتيجية تسعير الهواتف الذكية في الأسواق العالمية، حيث تتجه الشركات نحو تعديل أسعار المنتجات أو تخفيض حجم الذاكرة الداخلية لتجنب ارتفاع التكلفة على المستهلكين. وأضافوا أن الضغط على الأسعار قد يستمر حتى استقرار المعروض العالمي من الرقاقات أو تراجع الطلب على تطبيقات الذكاء الاصطناعي قصيرة المدى.
وتسعى شاومي، التي تُعد من أكبر الشركات الصينية المصنعة للهواتف الذكية، إلى موازنة التكلفة مع المنافسة في الأسواق العالمية، خاصة مع تصاعد المنافسة من شركات مثل هواوي، أوبو، وفيفو، إضافة إلى المنافسة المحتدمة من شركات تصنيع الهواتف الأميركية والكورية الجنوبية. وأكدت الشركة أنها ستستمر في مراقبة السوق عن كثب لضمان تلبية طلبات المستهلكين دون المساس بهامش الربح أو جودة المنتجات.
ويعكس هذا التحدي المتزايد في صناعة الهواتف الذكية تأثير العوامل العالمية على الأسعار المحلية للمنتجات الإلكترونية، مع اعتماد متزايد على الشرائح الإلكترونية المتقدمة، وهو ما يُظهر الحاجة إلى خطط إنتاج وتسعير أكثر مرونة في ظل تقلبات السوق.
