العملات الرقمية تتراجع جزئيًا مع تجدد القلق التجاري العالمي

شهدت عملة بتكوين، أكبر عملة رقمية في العالم، حركة محدودة خلال تعاملات اليوم الخميس، وسط تراجع شهية المستثمرين للمخاطرة نتيجة تجدد المخاوف من حرب تجارية محتملة بين الولايات المتحدة والصين. وبقيت العملة الرقمية الأكبر عالمياً قريبة من مستوياتها الأخيرة، حيث واجهت صعوبة في استعادة زخمها بعد خسائر سابقة تعرضت لها في الجلسات الماضية.
وأفاد محللون بأن المخاوف المتزايدة بشأن العلاقات التجارية بين واشنطن وبكين تؤثر بشكل مباشر على أسواق الأصول عالية المخاطر، بما في ذلك العملات الرقمية مثل بتكوين، إذ تميل هذه الأصول إلى الانخفاض عندما يزداد عدم اليقين الاقتصادي العالمي. وذكرت بيانات التداول أن بتكوين ارتفعت قليلاً بنسبة 0.3% لتتداول عند مستوى 38,750 دولاراً، بعد أن سجلت انخفاضاً حاداً الأسبوع الماضي بسبب تصاعد التوترات التجارية والضغوط التنظيمية في بعض الدول.
وصرح الخبير المالي، ديفيد ميلر، بأن «المستثمرين الرقميين أصبحوا أكثر حذراً في ظل التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، إذ أن أي تصعيد محتمل يمكن أن يؤدي إلى موجة بيع جماعية في الأصول عالية المخاطر، بما في ذلك العملات المشفرة». وأضاف ميلر أن السوق يترقب أي إشارات من الطرفين حول إمكانية التوصل إلى اتفاق تجاري أو استمرار فرض رسوم جديدة على الواردات، وهو ما سيحدد اتجاه بتكوين في الفترة المقبلة.
وعلى صعيد آخر، تواجه العملات الرقمية ضغوطاً تنظيمية متزايدة في عدة دول، حيث تدرس السلطات المالية فرض قواعد أكثر صرامة على التداولات الرقمية لحماية المستثمرين من تقلبات الأسعار الكبيرة والاحتيال. ورغم هذه الضغوط، يظل الطلب على بتكوين قوياً بين المستثمرين الذين يعتبرونها ملاذاً للتحوط من التضخم وتقلبات العملات التقليدية، خاصة في ظل عدم وضوح التوجهات الاقتصادية العالمية.
وبالنظر إلى الأداء الفني للبتكوين، أشار محللون إلى أن العملة الرقمية تواجه مقاومة عند مستوى 39,500 دولار، فيما يعتبر الدعم الرئيسي عند نحو 37,800 دولار. وإذا نجحت بتكوين في تجاوز المقاومة الحالية، فقد تستعيد بعض المكاسب السابقة، بينما أي اختراق أدنى مستوى الدعم قد يؤدي إلى مزيد من الضغط البيعي.
ويتوقع خبراء السوق أن تظل حركة بتكوين محدودة خلال الأسابيع المقبلة حتى تتضح الصورة النهائية للمفاوضات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، كما أن التطورات في أسعار الفائدة الأميركية والتوترات الجيوسياسية في مناطق أخرى قد تؤثر على تحركاتها المستقبلية. ومع ذلك، يبقى العديد من المستثمرين متفائلين على المدى الطويل حول قدرة العملة الرقمية على التعافي، مستندين إلى اعتماد المؤسسات المالية المتزايد على الأصول الرقمية كجزء من استراتيجيات الاستثمار والتخزين الرقمي.
وبذلك، تظل بتكوين رمزاً للتقلبات في الأسواق المالية العالمية، حيث يجمع المستثمرون بين الحذر والاستفادة من الفرص الاستثمارية في ظل بيئة اقتصادية غير مستقرة.