وكالة الطاقة الدولية تتوقع فائضًا هائلًا في سوق النفط العالمي خلال 2026
توقعت وكالة الطاقة الدولية أن يشهد سوق النفط العالمي فائضًا كبيرًا خلال عام 2026 يصل إلى أربعة ملايين برميل يوميًا، نتيجة زيادة الإنتاج من جانب منتجي أوبك+ ومنافسيها، في وقت يظل فيه الطلب العالمي على النفط بطيئًا.
وأشارت الوكالة في أحدث تقاريرها إلى أن زيادة الإمدادات تأتي مع استمرار النمو المعتدل للطلب على النفط، ما يعكس حالة من عدم التوازن بين العرض والطلب قد تؤدي إلى ضغوط على أسعار النفط خلال الفترة المقبلة. وأضاف التقرير أن هذا الفائض المتوقع قد يؤثر على استقرار السوق، مع احتمالية استمرار المخزونات العالمية عند مستويات مرتفعة، خصوصًا في ضوء استراتيجيات الإنتاج المتبعة من قبل الدول المنتجة الرئيسية.
وأوضح التقرير أن بعض الدول المنتجة قد توسع إنتاجها للحفاظ على حصصها السوقية وتعويض أي انخفاض محتمل في صادرات دول أخرى، بينما تواجه الدول المستهلكة تحديات في إدارة الطلب البطيء، مما قد يؤدي إلى تباين في أسعار الخام على المدى القصير. وأكدت الوكالة أن سوق النفط العالمي يظل حساسًا للتقلبات الجيوسياسية، خصوصًا في المناطق التي تشهد اضطرابات سياسية أو إنتاجية، والتي يمكن أن تؤثر بشكل مفاجئ على توازن العرض والطلب.
وأشار خبراء الطاقة إلى أن الفائض المتوقع قد يدفع شركات النفط إلى تعديل خطط الاستثمار والإنتاج، مع التركيز على تحسين الكفاءة وخفض التكاليف لمواجهة الضغوط السعرية المحتملة. كما يمكن أن يشهد القطاع تحولًا نحو تعزيز الطاقة المتجددة والاعتماد على بدائل النفط، في ظل جهود الدول للانتقال نحو اقتصاد أقل اعتمادًا على الوقود الأحفوري.
وأضافت الوكالة أن التحدي الرئيسي يكمن في التوازن بين تحقيق النمو الاقتصادي المستدام والحفاظ على استقرار الأسعار، حيث أن أي فائض كبير قد يؤثر سلبًا على أرباح شركات النفط والاقتصادات المعتمدة بشكل كبير على صادرات الخام. كما حذرت الوكالة من أن استمرار الفائض لفترات طويلة قد يؤدي إلى إعادة تقييم استراتيجيات الإنتاج لدى بعض الدول، بما في ذلك دراسة تخفيض الإنتاج أو تأجيل مشاريع الاستكشاف والتطوير الجديدة.
وتجدر الإشارة إلى أن توقعات وكالة الطاقة الدولية تأتي في وقت تتباين فيه تقديرات السوق بشأن مسار أسعار النفط خلال العام المقبل، حيث يتوقع البعض استقرار الأسعار عند مستويات معتدلة، بينما يرى آخرون أن أي تغير مفاجئ في العرض أو الطلب قد يؤدي إلى تقلبات كبيرة في الأسعار العالمية.
يأتي هذا التقرير في وقت يتزايد فيه الاهتمام العالمي بإيجاد حلول مستدامة للطاقة، مع استمرار البحث عن بدائل للنفط الخام، وتعزيز كفاءة استهلاك الطاقة، بما يخفف من تأثير أي فائض محتمل على الأسواق العالمية.
