"ستيلانتس" تخطط لاستثمار 10 مليارات دولار في السوق الأمريكية لتعزيز المبيعات

أعلنت شركة "ستيلانتس" الفرنسية الإيطالية الأمريكية، إحدى أكبر شركات السيارات في العالم، عن خطط لاستثمار نحو 10 مليارات دولار في الولايات المتحدة خلال السنوات المقبلة، في خطوة تهدف إلى إنعاش المبيعات واستعادة الحصة السوقية بعد عام صعب واجهت خلاله الشركة تراجعًا في الأرباح والإيرادات.
ونقلت وكالة بلومبرغ عن مصادر مطلعة أن الشركة تستعد للإعلان عن حزمة جديدة من الاستثمارات بقيمة 5 مليارات دولار خلال الأسابيع المقبلة، تُضاف إلى مبلغ مماثل تم تخصيصه مطلع العام الجاري، على أن تُنفّذ الخطة عبر مراحل تشمل إعادة فتح مصانع، وتوظيف عمال جدد، وإطلاق نماذج سيارات جديدة في ولايات مثل إيلينوي وميشيغان.
وتأتي هذه الخطوة في ظل سعي "ستيلانتس" إلى تعزيز وجودها في السوق الأمريكية بعد أن تكبّدت خسائر تُقدّر بنحو 1.5 مليار يورو (1.76 مليار دولار) خلال العام الجاري نتيجة الرسوم الجمركية المفروضة على واردات السيارات. كما تواجه الشركة منافسة حادة من شركات مثل "جنرال موتورز" و"فورد" و"تسلا"، في وقت تتسارع فيه التحولات نحو المركبات الكهربائية والهجينة.
وقال أنطونيو فيلوسا، الرئيس التنفيذي الجديد للشركة، الذي تولّى مهامه في يونيو الماضي، إن الإدارة بصدد تنفيذ خطة شاملة لإعادة الشركة إلى مسار النمو المستدام، مع التركيز على إحياء الطرازات الكلاسيكية التي أسهمت في شهرة العلامات الأمريكية التابعة لها.
وأشار فيلوسا إلى أن الشركة تدرس إعادة طرح طرازات شهيرة مثل "جيب شيروكي" و"رام" المزودة بمحركات الأسطوانات الثمانية (V8)، والتي توقّف إنتاجها خلال عام 2024، وهو ما تسبب في تراجع المبيعات في السوق المحلية. كما يجري العمل على تطوير جيل جديد من سيارات "دودج" و"كرايسلر"، ضمن خطة تهدف إلى إعادة بريق العلامات الأمريكية الأصيلة في مواجهة المنافسين الجدد في سوق السيارات الرياضية.
وأكد متحدث باسم "ستيلانتس" أن الشركة تعمل حاليًا على مراجعة شاملة لجميع استثماراتها المستقبلية استعدادًا لإطلاق الاستراتيجية المؤسسية الجديدة خلال "يوم أسواق المال" العام المقبل، موضحًا أن جميع المشاريع ما زالت قيد التقييم بهدف ضمان التوازن بين التحول الكهربائي وتحديث خطوط الإنتاج التقليدية.
ويأتي هذا التوجه في وقت تدرس فيه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تقديم إعفاءات جمركية واسعة للشركات المنتجة داخل الولايات المتحدة، وهو ما قد يقلل بشكل كبير من تكاليف الإنتاج ويمنح "ستيلانتس" ميزة تنافسية إضافية في السوق الأمريكية، التي تُعد الأكبر للشركة خارج أوروبا.
تجدر الإشارة إلى أن شركة "ستيلانتس" تأسست عام 2021 عقب اندماج "فيات كرايسلر" الإيطالية الأمريكية مع "بيجو ستروين" الفرنسية، لتصبح رابع أكبر شركة سيارات في العالم من حيث المبيعات. وتضم تحت مظلتها علامات تجارية مرموقة مثل جيب، بيجو، فيات، ألفا روميو، أوبل، وكرايسلر.
ويرى محللون أن الخطة الاستثمارية الجديدة تمثل تحولًا استراتيجيًا مهمًا في توجه الشركة نحو إعادة تمركزها داخل السوق الأمريكية، لا سيما مع التركيز على الطرازات الرياضية والمنتجات عالية الربحية التي تحمل الهوية الأصلية لصناعة السيارات الأمريكية.