بيع فرق السيدات وأرباح وهمية.. أسرار وحيل "صفقات الظل" في الدوري الإنجليزي

الدوري الإنجليزي مش بس ملعب كرة قدم، ده كمان ملعب مالي، وأحيانًا الحسابات بتكون أهم من الأداء على الأرض.

مع القوانين الصارمة الخاصة بالإنفاق، بدأت الأندية الكبرى زي تشيلسي وأستون فيلا تستخدم حيل محاسبية للحصول على أرباح ضخمة رغم القيود المالية. 

وزير الرياضة يشهد توقيع بروتوكول تعاون مع البنك الأهلي لتوفير خدمات مصرفية داخل مراكز الشباب

تعاون بين البنك الأهلي المصري ووزارة الرياضة لتعزيز الشمول المالي داخل مراكز الشباب

الفرق دي مش بس بيشتروا لعيبة على الأرض، لكن كمان بيستثمروا في الفرق النسائية، عشان يتحايلوا على قواعد الربحية ويقدروا ينفقوا بالمليارات من غير ما يتعرضوا لعقوبات. 

في التقرير ده هنتكلم عن الحيل اللي بتستخدمها أندية البريميرليج لتمويل صفقاتها، وازاي النظام ده بيأثر على المنافسة والمستقبل.. تعالوا نكشف الحقيقة بالأرقام!"

في الدوري الإنجليزي، القواعد الخاصة بالربحية والاستدامة بتفرض على الأندية أنها تحدّ من خسائرها الإجمالية لأقل من 105 مليون جنيه إسترليني على مدى 3 سنوات. 

لكن الأندية الكبيرة زي تشيلسي، أستون فيلا، وإيفرتون وجدت طرق مبتكرة لتخطي هذه القواعد باستخدام "حيل محاسبية".

إزاي ده بيحصل؟ عن طريق بيع فرق السيدات التابعة لها لشركاتها الأم، وده بيسمح لهم بتسجيل أرباح ضخمة على الورق دون التأثير على ميزانية الفريق الأول.

تشيلسي مثلاً في بداية عام 2024 أعلن عن بيع فريق السيدات التابع له لشركة "بلو كوت 22" المملوكة لتود بويلي، الشريك في ملكية نادي "لوس أنجلوس دودجرز". 

الصفقة تمت مقابل 200 مليون جنيه إسترليني، رغم أن القيمة الفعلية للفريق لا تتجاوز 60-70 مليون جنيه إسترليني فقط، وده خلّى تشيلسي يسجل أرباح ضخمة وصلت إلى 128 مليون جنيه إسترليني في موسم 2023-2024، معتمداً على صفقة بيع فريق السيدات.

أستون فيلا عملت نفس الحكاية، وباع فريق السيدات في صفقة بلغت أكثر من 50 مليون جنيه إسترليني لشركته الأم، ونفس الحيلة استخدمها إيفرتون، وده بيخلّيهم يقدروا يستمروا في الإنفاق على لاعبين جدد بدون تجاوز حدود الخسائر المسموح بها.

بالأرقام، الأندية الكبرى في الدوري الإنجليزي مثل تشيلسي سجلت أرباح ضخمة الموسم ده، رغم أن بعض الصفقات وصلت إلى 280 مليون يورو (328 مليون دولار) في موسم 2025-2026 فقط، منها أكثر من 277 مليون يورو بيع لاعبين خارج الدوري.

لكن السؤال هو: هل البيع ده حقيقي؟ أكيد مش سهل تصديق إن صفقة بيع فريق سيدات بـ200 مليون جنيه تكون حقيقية بالنظر إلى حجم الإيرادات المتوقعة من الفريق.

عشان كده كريستينا فيليبو، أستاذة محاسبة بجامعة بورتسموث، قدرت قيمة الفريق بـ66 مليون جنيه إسترليني كحد أقصى، مش 200 مليون زي ما تم الإعلان، وده بيخلّي الناس تشكك في العدالة المحاسبية وراء الصفقة.

نيوكاسل، على الجانب الآخر، فريق تملكه السعودية منذ 2021، بيواجه قيود القواعد دي بسبب حجم الإيرادات المحدود مقارنة بالأندية الكبرى.

إيدي هاو، مدرب نيوكاسل، عبر عن ده في أغسطس 2024 وقال: "احنا خاضعين لقواعد الربحية، وأن القواعد بتقيّد اللي يقدروه يعلموه".

الحيل المحاسبية: كيف يتجاوز المحاسبون القوانين؟
المحاسبين في الدوري الإنجليزي مش أقل براعة من اللاعبين على الملعب، الأندية الكبرى مثل تشيلسي وفهمت إزاي ترفع إيراداتها عن طريق رفع أسعار التذاكر، أو بيع الأصول (زي الفنادق أو فرق السيدات) وتسجيل الأرباح على الورق. المحاسبين عندهم طرق مبتكرة لتوزيع الأرباح أو الخسائر على فترات زمنية مختلفة، وده بيتيح للأندية أنها تفضل ضمن القوانين ولكن مع استمرار إنفاقها بشكل كبير.

تشيلسي سجل أرباح بلغت 128 مليون جنيه إسترليني بعد بيع فريق السيدات، وفي السنة اللى قبلها كان سجل 76.5 مليون جنيه إسترليني من بيع بعض الفنادق، وده خلي الفريق يتجنب العقوبات التي ممكن تيجي عند تجاوز سقف الخسائر.

أستون فيلا سجلت صفقة بيع فريق السيدات بـأكثر من 50 مليون جنيه إسترليني، وفي نفس الوقت إيفرتون باعت فرق السيدات عنده بقيمة مشابهة.
لكن هل ده بيأثر على مستوى المنافسة؟
في ظل هذه الحيل المحاسبية، الأندية الصغيرة بتواجه مشكلة كبيرة، الدوري الإنجليزي بيحث الأندية على بيع لاعبي الأكاديميات الشباب بشكل متكرر عشان يحققوا أرباح فورية. على سبيل المثال، أستون فيلا باع لاعبه الشاب جاكوب رامسي إلى نيوكاسل مقابل 40 مليون جنيه إسترليني في أغسطس 2024، وده كان جزء من إستراتيجية تقليص الخسائر.

الفكرة هي أن بيع لاعبي الأكاديميات بيضمن أرباحاً كبيرة دون التأثير على حسابات الفريق الأول.

في المقابل، نيوكاسل باع إليوت أندرسون إلى نوتنغهام فورست في العام السابق مقابل 35 مليون جنيه إسترليني، وكانوا قريبين من تجاوز حدود الخسائر المسموح بها.

البيانات بتوضح بشكل قاطع أن أندية الدوري الإنجليزي تتفوق بفارق شاسع على غيرها من الأندية الأوروبية من حيث الإنفاق.

في 8 من بين أعلى 10 أندية إنفاقاً في موسم الانتقالات الحالي هم من الدوري الإنجليزي، رغم القيود المفروضة، الدوري الإنجليزي كمان مازال يحتفظ بأعلى مستوى من الإنفاق، وده بيتيح للأندية شراء النجوم الكبار.

الكرة الإنجليزية مليانة بالذكاء المالي، والأندية الكبرى بتعرف تلتف حولين القواعد بطرق مبتكرة.. لكن، هل حان الوقت لتغيير هذه القواعد؟.. وهل الأندية الصغيرة هتقدر تواكب الحيل دي؟ ده اللى هنشوفه في الأيام والشهور الجاية.