كنز مصر الجديد.. إزاي الحكومة هتكسب 9 مليار دولار من الهوا؟
إيه هو الكنز الجديد اللي مصر اكتشفته وهيغير شكل اقتصادها للأبد؟ .. وهل فعلاً نقدر نعمل مليارات الدولارات من حاجة مش بتتحس بالإيد؟ وإزاي مؤسسة عالمية بحجم "فيتش" بتقول إن فيه طفرة نمو مش طبيعية هتحصل في مصر الفترة الجاية؟ .. والأهم.. إيه علاقة رأس الحكمة والعاصمة الإدارية بالثورة التكنولوجية اللي بنتكلم عليها دي؟
النهاردة الكلام مش عن دهب ولا بترول.. الكلام عن الكنز الحقيقي للقرن الواحد وعشرين.. تكنولوجيا المعلومات.. والخبر اللي معانا النهاردة بيقول إن مصر على وشك إنها تكون النمر الجديد في عالم التكنولوجيا في المنطقة كلها.. الكلام ده مش من عندنا.. ده من تقرير رسمي طالع من مؤسسة "فيتش سوليوشنز".. ودي واحدة من أكبر مؤسسات التحليل الاقتصادي في العالم كله.
التقرير اللي بعنوان "تسارع وتيرة التحول الرقمي في مصر" بيقول بالنص إن سوق تكنولوجيا المعلومات في بلدنا هيشهد انفجار حقيقي.. طب بالأرقام عشان نحس بحجم اللي بنتكلم فيه.. "فيتش" بتقول إن حجم السوق ده هيقفز من 3.5 مليار دولار السنة دي.. لـ 9.2 مليار دولار بحلول سنة 2031.. متخيلين الرقم؟ .. يعني حجم السوق هيتضاعف حوالي 3 مرات في سنين قليلة.. دي أرقام نمو مبيحصلش غير في الاقتصادات العملاقة.
طب ليه "فيتش" متفائلة أوي كده بمصر؟ و إيه اللي شافوه عشان يقولوا الكلام الكبير ده؟
التقرير بيقول إن الموضوع ليه كذا سبب.. أولهم.. إن الاقتصاد المصري نفسه بدأ يتعافى.. والضغوط اللي كانت موجودة خفت.. وده ادى فرصة لقطاع التكنولوجيا إنه ياخد نفسه ويستعد للانطلاق.
السبب التاني والأهم.. هو المشاريع القومية العملاقة.. الدولة يا جماعة مش بتبني مدن عادية.. لأ.. دي بتبني مدن ذكية.. العاصمة الإدارية.. راس الحكمة.. العلمين الجديدة.. كل دي مدن بتتبني من أول يوم على أساس تكنولوجي.. كل حاجة فيها هتكون ديجيتال.. وده خلق طلب رهيب على شركات البرمجة والخدمات السحابية والبنية التحتية الذكية.. وبقى عامل زي المغناطيس اللي بيجذب استثمارات التكنولوجيا لمصر.
والدولة مش بس بتعمل طلب.. لأ.. دي كمان بتدعم البنية التحتية بنفسها.. الحكومة أعلنت عن استثمارات بـ 13 مليار جنيه السنة دي بس عشان تطور البنية التحتية الرقمية.. الفلوس دي رايحة فين؟ .. رايحة في بناء 40 ألف برج محمول جديد عشان الإنترنت يبقى أسرع في كل حتة.. ورايحة في تطوير الخدمات الحكومية عشان تخلص ورقك كله من موبايلك.. ورايحة في تأمين الشبكات عشان بياناتنا كلنا تكون في أمان.
والأهم من كل ده.. الاستثمار في البشر.. الحكومة بتعمل برامج تدريب هتخرج أكتر من 600 ألف متخصص في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.. يعني بنجهز جيش من المبرمجين والمهندسين اللي هيقودوا الطفرة دي.
النتيجة اللي بيقولها تقرير فيتش.. إن مصر بترسم مستقبلها من جديد.. وبتجهز نفسها عشان تكون المركز الإقليمي للتكنولوجيا في الشرق الأوسط كله.. وإن كنزنا الحقيقي الفترة الجاية هيكون في عقول شبابنا وفي الكابلات اللي هتربطنا بالعالم كله.
