الأحد 24 أغسطس 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير
عمرو عامر
اقتصاد مصر

نمر آسيوي جديد يضخ 2 مليار دولار في مصر.. يا ترى إيه الحكاية

الأحد 24/أغسطس/2025 - 03:30 ص
مصر والهند
مصر والهند

مصر محتاجة دولارات.. والعالم كله عارف كده.. بس السؤال.. الفلوس المرة دي جاية منين؟.. هل لسه من الخليج؟.. ولا فيه لاعب جديد وتقيل دخل على الخط؟.. وإيه حكاية الـ 2 مليار دولار اللي مصر بتستهدفهم من "نمر الاقتصاد الآسيوي"؟.. وليه الهند بالذات قررت فجأة إن مصر هي وجهتها الاستثمارية الأولى في المنطقة؟

بعد الصفقات الخليجية الكبيرة اللي حصلت.. واللي أنعشت السوق بشكل مؤقت.. كان لازم الدولة تفكر في الخطوة اللي بعدها.. التفكير الاستراتيجي بيقولك "متخليش البيض كله في سلة واحدة".. يعني لازم تنوع مصادر استثماراتك وشركائك.. وهنا العيون اتجهت شرقاً.. ناحية الهند.. خامس أكبر اقتصاد في العالم.. والعملاق اللي بيصحى من جديد.

الخطة المصرية واضحة وصريحة.. جذب استثمارات هندية جديدة بقيمة تتجاوز 2 مليار دولار خلال سنة ونص بس.. يعني مع نهاية 2026.. وده بعد ما الفترة الأخيرة شهدت زخم كبير جداً في العلاقات بين البلدين.. وشركات هندية عملاقة بدأت تيجي مصر وتعمل زيارات استطلاعية وتشوف الفرص بنفسها.

الشركات دي مش جاية عشان مصر سوق استهلاكي كبير وبس.. لأ.. هما شايفين مصر "بوابة أفريقيا وأوروبا".. يعني المصنع اللي هيتفتح هنا.. إنتاجه مش هيتباع في مصر بس.. ده هيتصدر للقارتين بحكم الاتفاقيات التجارية اللي مصر عاملاها.. ودي ميزة تنافسية جبارة.

طيب.. الـ 2 مليار دولار دول هيروحوا فين بالظبط؟

الاستثمارات الهندية مركزة على قطاعات معينة.. قطاعات ذكية ومهمة جداً للاقتصاد المصري.. تعالى نقولك عليهم.

أول حاجة .. الصناعات الكيماوية والأسمدة.. الهند شايفة إن مصر عندها ميزة رهيبة في المجال ده.. عندنا المواد الخام ومصادر الطاقة.. يعني نقدر ننتج بأسعار تنافسية جداً.. والاستثمارات دي هتعزز مكانة مصر كلاعب أساسي في سوق الأسمدة العالمي.

تانى حاجة .. الأدوية وتكنولوجيا المعلومات.. الهند من عمالقة العالم في المجالين دول.. ودخولهم مصر بقوة معناه نقلة نوعية في صناعة الدواء المصرية.. وتطوير كبير في قطاع التكنولوجيا وخدمات التعهيد "الأوت سورسينج".. وده بيخلق آلاف الوظائف للشباب المصري المتعلم.

اما تالت قطاع.. وده الأهم للمستقبل.. الطاقة الجديدة والمتجددة والهيدروجين الأخضر.. الهند بتضخ استثمارات ضخمة في الطاقة النظيفة حول العالم.. ومصر بموقعها وشمسها ورياحها هي المكان المثالي للمشروعات دي.

وفيه كمان  قطاعات تقليدية لكن مهمة زي المنسوجات والملابس الجاهزة.. عشان يستفيدوا من الخبرة المصرية والاتفاقيات اللي بتسمح للمنتجات المصرية تدخل أوروبا وأمريكا بدون جمارك.

طب إزاي كل ده هيأثر على مناخ الاستثمار.. وهيحل أزمة شح العملة الأجنبية؟

ببساطة.. لما مستثمر بحجم وقوة الهند يقرر يضخ مليارات في بلدك.. دي بتكون شهادة ثقة عالمية في اقتصادك.. بتقول لباقي المستثمرين في العالم إن مصر مكان آمن ومربح للاستثمار.. وده بيشجع مستثمرين تانيين يجوا.. يعني بتخلق حالة من الزخم الإيجابي.

أما بالنسبة لأزمة الدولار.. فالحل هنا بيكون حل جذري ومستدام.. الاستثمارات دي مش "أموال ساخنة" بتيجي فترة وتمشي.. لأ.. دي استثمارات مباشرة.. يعني مصانع بتتبني.. وخطوط إنتاج بتشتغل.. والمصانع دي هدفها الأساسي هو "التصدير".

وكلمة "تصدير" دي هي كلمة السر.. كل دولار بييجي من التصدير هو دولار مستدام.. بيشغل عمالة وبيحرك عجلة الإنتاج وبيفضل يغذي شرايين الاقتصاد بالعملة الصعبة بشكل مستمر.. عكس القروض أو الأموال الساخنة.

الخطة دي.. مع وجود أكتر من 55 شركة هندية شغالة بالفعل في مصر باستثمارات تتجاوز 3.7 مليار دولار حالياً.. بتوضح إننا مش بنبدأ من الصفر.. إحنا بنبني على شراكة قوية وموجودة بالفعل عشان نوصل بحجم التبادل التجاري بين البلدين لـ 12 مليار دولار في السنين الجاية.