الروبية الهندية تحافظ على انخفاضها عند 87.26 مقابل الدولار الأمريكي

واصلت الروبية الهندية تداولها عند مستويات منخفضة أمام الدولار الأمريكي يوم الجمعة، حيث استقرت عند 87.26 للدولار، متأثرةً بارتفاع قيمة العملة الأمريكية مع ترقب الأسواق العالمية لخطاب رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي جيروم باول في ندوة جاكسون هول. ومن المتوقع أن يقدم الخطاب مؤشرات حاسمة حول مسار أسعار الفائدة في أكبر اقتصاد عالمي، وهو ما يزيد من حالة الحذر في الأسواق الناشئة.
وتواجه الروبية ضغوطًا إضافية نتيجة الرسوم الجمركية الأمريكية الوشيكة على السلع الهندية، والتي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في 27 أغسطس بنسبة 25%. وتأتي هذه الإجراءات ضمن تصاعد التوترات التجارية بين واشنطن ونيودلهي، إلى جانب الانتقادات الأمريكية بشأن استمرار مشتريات الهند من النفط الخام الروسي، وهو ما أبقى المعنويات ضعيفة في سوق الصرف. ويتوقع محللون أن تستمر مخاطر انخفاض الروبية حتى سبتمبر المقبل، في ظل الضبابية المحيطة بالسياسات النقدية والاقتصادية العالمية.
وكانت بيانات الوظائف الأمريكية الضعيفة قد غذّت الآمال سابقًا بخفض حاد في أسعار الفائدة، إلا أن تصريحات الاحتياطي الفيدرالي الحذرة بشأن التضخم قلّصت هذه التوقعات، ودعمت صعود الدولار عالميًا. هذا التحول انعكس بشكل مباشر على العملات الناشئة ومنها الروبية الهندية، التي شهدت ضغوطًا بيعية متزايدة.
وخلال الجلسات السابقة، واجهت الروبية طلبًا كبيرًا على الدولار من مستوردي النفط، ما ضغط عليها بشكل إضافي. ورغم ذلك، ساهمت مبيعات البنوك الأجنبية وتدفقات الديون في الحد من خسائر العملة الهندية، مما منعها من الانزلاق لمستويات أدنى.
وفي الوقت ذاته، خففت بعض العوامل من حدة الضغوط، أبرزها استمرار عمليات البيع من البنوك الأجنبية، والتخفيضات الضريبية التي تدرسها الحكومة الهندية لدعم الاقتصاد، فضلًا عن محادثات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع القادة الروس والأوكرانيين حول فرص التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب المستمرة. هذه التطورات ساعدت على كبح خسائر أوسع للروبية، رغم بقاءها تحت ضغط عام.
ويرى خبراء أن استمرار ارتفاع الدولار الأمريكي عالميًا، بالتزامن مع تشديد السياسة النقدية من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي، سيبقى العامل الأكثر تأثيرًا على تحركات الروبية في المدى القريب. ومع ذلك، فإن أي إشارات إيجابية من ندوة جاكسون هول قد توفر متنفسًا للعملات الناشئة، في حال دعم باول احتمالات خفض الفائدة أو قدم رسائل مطمئنة بشأن استقرار التضخم.
وتبقى التوقعات حذرة، إذ من المرجح أن تظل الروبية الهندية في نطاق ضيق خلال الأسابيع المقبلة، مع ترقب المستثمرين للتطورات على صعيد السياسات النقدية العالمية، بالإضافة إلى تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية المرتقبة والتوترات المتعلقة بالنفط الروسي.