بيسنت يحذر ترامب: إقالة باول ستربك الأسواق وتجرّ البيت الأبيض إلى معركة قانونية طويلة

حذر وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت الرئيس دونالد ترامب من الإقدام على إقالة رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول قبل انتهاء ولايته في مايو 2026، مشيرًا إلى أن الخطوة قد تخلّف اضطرابات اقتصادية وتفتح الباب أمام نزاع قانوني طويل الأمد.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال»، عرض بيسنت خلال اجتماعات مغلقة مع ترامب الأسباب التي تدفع لتجنّب عزل باول، مؤكدًا أن الأسواق المالية تشهد حاليًا استقرارًا نسبيًا، فيما لمح الاحتياطي الفيدرالي إلى نيته خفض أسعار الفائدة مرتين قبل نهاية العام، ما يجعل أي تدخل رئاسي غير ضروري وربما مكلفًا سياسيًا واقتصاديًا.
وأضاف بيسنت أن إقالة باول ستواجه على الأرجح معركة قضائية، إذ يحق لرئيس الفيدرالي الطعن على إنهاء ولايته المبكر، ما قد يمتد حتى الربيع المقبل، موعد انتهاء ولايته تلقائيًا. كما أن عزل باول من دون تعيين بديل معتمد من مجلس الشيوخ قد يخلق فراغًا في قيادة الفيدرالي، حيث سيتولى نائب الرئيس الحالي فيليب جيفرسون، المقرب من إدارة بايدن، المسؤولية مؤقتًا.
وأشار الوزير إلى أن مجلس الشيوخ سيكون في عطلة خلال أغسطس، مما يعقد عملية التصديق على أي مرشح جديد، وسط معارضة بعض الجمهوريين البارزين داخل لجنة الشؤون المصرفية. في المقابل، تقود شخصيات أخرى في الإدارة حملة ضغط ضد باول، أبرزها مدير الميزانية في البيت الأبيض راسل فوت، الذي يستغل ملف تجاوزات مشروع ترميم مباني الاحتياطي الفيدرالي للهجوم على باول، ملوحًا بإمكانية عزله «لسبب مسوغ».
ورغم هذه الضغوط، يرى بيسنت أن المسار الأمثل يتمثل في الانتظار حتى مايو المقبل، عندما يستطيع ترامب ترشيح خليفة جديد إلى جانب ملء مقعد آخر شاغر في يناير، مع الحفاظ على استقرار الأسواق وثقة المستثمرين. وتفيد مصادر مطلعة أن كيفن هاسيت، المستشار الاقتصادي البارز، يُعد المرشح الأوفر حظًا لخلافة باول، فيما تبحث الإدارة خيارات بديلة مع التحضير لحملة إعلامية لدعم سياسة خفض الفائدة دون المساس باستقلالية البنك المركزي.