الصين تتوقع تجاوز اقتصادها 19.5 تريليون دولار بنهاية 2025 وسط توجه نحو الاعتماد على الذات
أعلن رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح في الصين، تشنغ شانجيه، أن الاقتصاد الصيني في طريقه لتجاوز حاجز 140 تريليون يوان (نحو 19.5 تريليون دولار أمريكي) بنهاية عام 2025، وذلك في إطار تنفيذ الخطة الخمسية الرابعة عشرة للبلاد، التي تنتهي هذا العام.
وأكد تشنغ خلال مؤتمر صحفي عقدته الهيئة المعنية بالتخطيط الاقتصادي في بكين، أن الاقتصاد الصيني يواصل النمو بثبات رغم التحديات العالمية، مشيرًا إلى أن القيود الغربية المفروضة على التكنولوجيا لن تُضعف الصين، بل ستُعزز من اعتمادها على الذات وقدرتها على تطوير منظومتها الابتكارية الوطنية.
نمو اقتصادي مستدام رغم التحديات
تُعد هذه التقديرات شهادة على مرونة الاقتصاد الصيني، خاصة في ظل الظروف الدولية الصعبة، مثل تباطؤ التجارة العالمية، والتوترات الجيوسياسية، والعقوبات التقنية المفروضة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
ويأتي هذا التصريح بالتزامن مع إصدار تقارير مؤشرات الأداء الاقتصادي للنصف الأول من عام 2025، والتي أظهرت نموًا ثابتًا في الناتج المحلي الإجمالي، وارتفاعًا تدريجيًا في الاستهلاك المحلي، وتحسنًا في معدلات التصنيع عالية التقنية.
الاعتماد على الذات في قلب الاستراتيجية الصينية
أكد تشنغ أن بكين تركز خلال المرحلة المقبلة على تحقيق استقلالية استراتيجية في القطاعات الحيوية، مثل الرقائق الإلكترونية، والطاقة المتجددة، والذكاء الاصطناعي، وهي قطاعات باتت هدفًا مباشرًا للقيود الغربية.
وأضاف: "القيود المفروضة على التكنولوجيا الأجنبية لن تُثنينا، بل ستجعلنا أكثر قوة... لدينا القدرة على تطوير منظوماتنا الصناعية والبحثية داخليًا، وهو ما نعتبره فرصة تاريخية وليست تهديدًا."
ويتماشى هذا التوجه مع مبادرة "التداول المزدوج" التي أطلقتها الصين لتعزيز التكامل بين السوق المحلية والدولية، وتقليل الاعتماد على الخارج دون الانغلاق على الذات.
الصين والاقتصاد العالمي: موقع تنافسي متقدم
مع التوقعات بوصول الناتج المحلي إلى 19.5 تريليون دولار بنهاية 2025، تُثبت الصين موقعها كثاني أكبر اقتصاد في العالم، وتواصل تقليص الفجوة تدريجيًا مع الولايات المتحدة، رغم العقبات التجارية والتقنية.
ويرى محللون أن هذه المؤشرات تدعم بقاء الصين في قلب سلاسل التوريد العالمية، خاصة بعد أن أظهرت مرونة في احتواء تداعيات الجائحة، وتوجيه استثمارات ضخمة نحو البنية التحتية والتكنولوجيا.
تحليل: خطة خمسية تفتح الطريق لعقد جديد من الصعود الصيني
تُظهر البيانات والتصريحات الرسمية أن الصين لا تنظر إلى التحديات الدولية كعقبات، بل كدوافع لتسريع خطط التصنيع الذكي، والاكتفاء الذاتي، والابتكار المحلي. وإذا واصلت البلاد هذا المسار، فمن المرجح أن تشهد السنوات الخمس المقبلة موجة جديدة من التحول الصناعي والرقمي، تعزز من مكانة الصين كقوة اقتصادية وتقنية عالمية لا يمكن تجاهلها.
