البنك الوطني السويسري يخفض أسعار الفائدة إلى الصفر مع تراجع التضخم

خفض البنك الوطني السويسري سعر الفائدة إلى الصفر اليوم الخميس استجابةً لانخفاض التضخم، وضغوط ارتفاع قيمة الفرنك السويسري، وعدم اليقين الاقتصادي الناجم عن سياسة الإدارة الأمريكية التجارية غير المتوقعة.
خفض البنك الوطني السويسري سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس من 0.25%، كما توقعت الأسواق واستطلاع رأي أجرته رويترز.
وهذا هو التخفيض السادس على التوالي للبنك المركزي لأسعار الفائدة بعد أن بدأ في خفض تكاليف الاقتراض في مارس 2024.
ويقف البنك المركزي الآن على وشك العودة إلى أسعار الفائدة السلبية، وهي سياسة حافظ عليها من عام 2014 إلى عام 2022، ولكنها لم تحظَ بشعبية لدى البنوك والمدخرين وشركات التأمين.
وقال البنك المركزي في بيان: "انخفض الضغط التضخمي مقارنة بالربع السابق. ومع تخفيف السياسة النقدية اليوم، يعمل البنك الوطني السويسري على مواجهة انخفاض الضغط التضخمي".
وارتفع الفرنك السويسري لفترة وجيزة بعد القرار، لكنه تراجع ليسجل استقرارًا خلال اليوم مقابل الدولار الأمريكي عند 0.8191 فرنك.
وفي السيناريو الأساسي، توقع البنك الوطني السويسري ضعف نمو الاقتصاد العالمي خلال الأرباع القادمة، بينما من المرجح ارتفاع التضخم الأمريكي. في المقابل، من المتوقع في أوروبا انخفاض الضغوط التضخمية بشكل أكبر.
وتأتي الخطوة السويسرية في يوم حافل بالبنوك المركزية، حيث من المقرر أيضًا أن يعلن بنك إنجلترا والبنك المركزي النرويجي قراراتهما بشأن أسعار الفائدة.
وأمس الأربعاء، أبقى مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة ثابتة، مشيرا إلى احتمال انخفاض تكاليف الاقتراض في وقت لاحق من هذا العام، بينما خفض البنك المركزي الأوروبي سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في وقت سابق من هذا الشهر.
وجاء خفض البنك الوطني السويسري لأسعار الفائدة بعد أن تحول التضخم السنوي السويسري في مايو إلى سلبي لأول مرة منذ أربع سنوات، متجاوزًا النطاق المستهدف للبنك المركزي بين 0% و2%.
وقال خبراء إنه خفض البنك الوطني السويسري أسعار الفائدة لأن الفرنك السويسري أصبح أقوى، والتوقعات الاقتصادية في سويسرا أصبحت أضعف بعد رسوم “يوم التحرير”.
وأضافوا: "يريد البنك الوطني السويسري منع المزيد من ارتفاع قيمة الفرنك، مما قد يساعد المصدرين السويسريين، ويمنع أيضًا انخفاض التضخم بشكل أكبر".
وعلى الرغم من أن التضخم لم يكن سلبيًا إلا بشكل طفيف في مايو، إلا أن التأثير الكامل لارتفاع الفرنك على الأسعار لن يظهر إلا في الأشهر القليلة المقبلة، وفقًا للخبير الاقتصادي في إي إف جي، جيان لويجي ماندروزاتو.
وأكد محللون أن البنك الوطني السويسري سيُعلق الآن على الأرجح تخفيضات أسعار الفائدة، ما لم يحدث تباطؤ كبير في الاقتصاد السويسري بسبب ارتفاع الرسوم الجمركية الأمريكية .. وسيكون البنك سعيدا للغاية بتجنب الدخول في أسعار فائدة سلبية، ولكي يحدث ذلك، يجب أن نرى خطرًا حقيقيًا للانكماش، مع انخفاض التضخم إلى أقل من -0.5% لعدة أشهر".
ومع ذلك، ظل عائد سندات سويسرا لأجل عامين، والذي يتأثر بأسعار الفائدة، في المنطقة السلبية، مما يشير إلى أن الأسواق لا تزال تتوقع انخفاض أسعار الفائدة السويسرية إلى ما دون 0% في الأشهر المقبلة.