الروبية الهندية تهبط لأدنى مستوى في شهرين والبنك المركزي يتدخل لتهدئة السوق

تراجعت الروبية الهندية اليوم الجمعة إلى أدنى مستوياتها في شهرين أمام الدولار الأمريكي، متأثرة بالقفزة الكبيرة في أسعار النفط العالمية، عقب الضربات الجوية الإسرائيلية على إيران، ما دفع البنك المركزي الهندي إلى التدخل في سوق الصرف لكبح الخسائر المتسارعة.
وتزامن هبوط العملة مع حالة من تجنب المخاطر اجتاحت الأسواق العالمية، حيث تراجعت العملات والأسهم الآسيوية، وهبطت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية، فيما اتجه المستثمرون نحو الملاذات الآمنة، وقفز خام برنت بنسبة بلغت 11% خلال ذروة التوترات.
تدخل محدود من البنك المركزي
هبطت الروبية إلى 86.20 مقابل الدولار، وهو أدنى مستوى لها منذ أبريل الماضي، قبل أن يتدخل البنك الاحتياطي الهندي (RBI) من خلال البنوك الحكومية ببيع الدولار الأمريكي، مما ساهم في تقليص الخسائر واستقرار العملة عند مستوى 86.05، قبل أن تغلق عند 86.12.
وقال متعامل في أحد البنوك الخاصة: "كانت حركة السوق مفرطة في بداية التعاملات، ومن المرجح أن البنك المركزي تدخل بحجم محدود"، مشيرًا إلى أن الاستقرار الحالي قد لا يدوم طويلًا في ظل استمرار ارتفاع أسعار النفط.
الاقتصاد الهندي تحت ضغط النفط
وتُعد الهند واحدة من أكبر مستوردي النفط عالميًا، حيث تعتمد على الخارج لتأمين ما بين 80% إلى 85% من احتياجاتها من الخام. وبالتالي، يؤدي ارتفاع أسعار النفط إلى زيادة عجز الحساب الجاري وتعزيز الضغوط التضخمية، إضافة إلى زيادة الطلب على الدولار من شركات التكرير.
وأوضحت مادهفي أرورا، كبيرة الاقتصاديين لدى "إمكاي غلوبال"، أن: "الوضع الجيوسياسي لا يزال غامضًا، وقد يؤدي إلى تقلبات حادة في أسعار النفط في المدى القريب، ما يزيد من صعوبة ضبط التوازن النقدي".
توقعات الفائدة وصعود العلاوات الآجلة
في ظل هذا المشهد، ارتفعت علاوات عقود الصرف الآجلة في السوق، ما يعكس قلق المستثمرين من تأثيرات محتملة على السياسة النقدية. وقفزت العلاوة السنوية لعقد الدولار/روبية لمدة عام بنحو 6 نقاط أساس، لتصل إلى 1.92%، في مؤشر على زيادة التكلفة المستقبلية للتحوط من تقلبات العملة.