الخميس 12 يونيو 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير
عمرو عامر
أخبار

إيه اللي هيحصل لسعر الدولار بعد العيد؟ وهل نشوف ارتفاعات مفاجئة زي ما كان بيحصل زمان؟

الأربعاء 11/يونيو/2025 - 06:00 ص
سعر الدولار اليوم
سعر الدولار اليوم

فيه أسئلة كتير بتدور في أذهان ملايين المصريين دلوقتي، خصوصًا  نهاية إجازة عيد الأضحى المبارك. الكل بيترقب، والقلق مسيطر على ناس كتير كانت بتشوف سعر الدولار بيصعد صاروخي بعد كل إجازة طويلة، وكأن الأعياد بتتحول لكابوس على الجنيه المصري.

لكن يا ترى السيناريو ده هيتكرر تاني؟ ولا الوضع اتغير؟ وهل الحكومة قدرت المرة دي تسيطر على زمام الأمور وتكسر حلقة "صدمة ما بعد العيد"؟
 


خلونا نرجع بالذاكرة شوية. سنين طويلة، كنا بنشوف الدولار بيقفز بعد الأعياد. إجازات طويلة يعني إقبال أكبر على شراء العملات الأجنبية للسفر أو للمضاربة، وده كان بيخلق طلب مفاجئ بيصطدم بعرض محدود، والنتيجة كانت ارتفاعات ملحوظة في سعر الصرف. ده غير كمان إن حركة التجارة بتزيد قبل الأعياد، واستيراد السلع بيحتاج دولارات أكتر، وده بيضغط على السوق. السيناريو ده كان شبه ثابت، وناس كتير كانت بتستعد ليه، يا إما بالشراء المبكر للدولار تحسبًا للارتفاع، أو بالانتظار على أمل الانخفاض اللي نادرًا ما كان بيحصل.

طب هل المرة دي الوضع فعلاً مختلف؟ المؤشرات بتقول إن فيه عوامل كتير اتغيرت على الساحة الاقتصادية المصرية.

أول حاجة الاتفاق الضخم مع الإمارات في مشروع رأس الحكمة، واللي ضخ سيولة دولارية غير مسبوقة في شرايين الاقتصاد المصري. السيولة دي، ولأول مرة من فترة طويلة، خلت البنك المركزي يمتلك أدوات قوية للتحكم في سعر الصرف. ما بقاش فيه ضغط مستمر عليه عشان يوفر العملة الصعبة.

وتاني حاجة المراجعات المتتالية لصندوق النقد الدولي، والإجراءات اللي اتخذتها الحكومة المصرية في إطار برنامج الإصلاح الاقتصادي، كلها بتدي رسالة طمأنة للمستثمرين الأجانب، وبتجذب استثمارات جديدة، وده طبعاً بيزود من المعروض الدولاري في السوق.

تالت حاجة.. اللي بنسميه "القضاء على السوق الموازية للدولار". فترة طويلة، كان فيه سعرين للدولار، سعر في البنوك وسعر أعلى بكتير في السوق السودا. الفرق ده كان بيخلي ناس كتير تلجأ للسوق السودا، وده كان بيشجع المضاربة وبيخلي سعر الدولار يرتفع بشكل جنوني. لكن دلوقتي، وبعد الإجراءات اللي اتخذتها الدولة، وبعد توافر الدولار في البنوك، الفرق بين السعرين اختفى تقريباً، وده أضعف تماماً من قدرة تجار العملة على التلاعب بالسوق.

طب هل معنى كده إننا مش هنشوف أي ارتفاعات؟

الواقع بيقول إن أي عملة في العالم ممكن يحصل فيها تقلبات بسيطة، وده طبيعي جداً. السوق عرض وطلب، ووارد جداً إن نشوف تحركات طفيفة في سعر الصرف. لكن الارتفاعات الصاروخية، أو ما يسمى بـ "قفزات الدولار" اللي كنا بنشوفها قبل كده، دي اللي فرص تكرارها أصبحت ضعيفة جداً، إن لم تكن معدومة في الوقت الحالي.

الخبراء بيتوقعوا استقرار كبير في سعر الدولار بعد العيد. الأسباب كتير: تدفقات دولارية مستمرة من مشروع رأس الحكمة، عودة تحويلات المصريين بالخارج لمسارها الطبيعي عبر البنوك، توقعات بزيادة إيرادات السياحة، وزيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة. كل دي عوامل بتصب في صالح استقرار سعر الصرف.

لكن المهم إن المواطن المصري يفهم إن الأزمة الاقتصادية دي كانت درس كبير لينا كلنا. لازم نفهم إن الشائعات والمضاربة على العملة ممكن تدمر أي اقتصاد. وأي محاولة من الأفراد للتهافت على شراء الدولار "تحسبًا" لارتفاعه، هي في حد ذاتها ممكن تخلق موجة ارتفاع غير مبررة. الاستقرار اللي بنشوفه دلوقتي، هو نتيجة مجهودات كبيرة، ومحتاج مننا كلنا وعي عشان نحافظ عليه.

باختصار، لو كنت قلقان من اللي هيحصل لسعر الدولار بعد العيد، فالمؤشرات الحالية بتطمن. يبدو أن حقبة القفزات الجنونية للدولار بعد الأعياد انتهت.. والاقتصاد المصري بيشهد تعافي ملحوظ، والثقة في الجنيه المصري بدأت ترجع تدريجياً. وده في مصلحتنا كلنا، كمواطنين وكمستثمرين.