المحطات اللوجيستية.. العمود الفقري لتحول مصر إلى مركز تجاري عالمي
تشهد مصر طفرة غير مسبوقة في تطوير البنية التحتية اللوجيستية، حيث تسعى بقوة لتحويل موقعها الجغرافي الاستراتيجي إلى مركز عالمي للتجارة واللوجيستيات.
وتعد المحطات اللوجيستية في مصر ركيزة أساسية في هذا التحول، إذ تربط الموانئ البحرية بالموانئ الجافة ومراكز التوزيع، مما يعزز كفاءة حركة البضائع ويدعم النمو الاقتصادي.
وفي هذا التقرير، من بانكير، نستعرض أبرز التطورات في هذا القطاع الحيوي، وكيف نجحت مصر في بناء محطات لوجيستية عالمية.
دور المحطات اللوجيستية في تعزيز التجارة
والمحطات اللوجيستية هي مراكز متكاملة تعنى بتخزين البضائع، إدارة سلاسل الإمداد، وتسهيل النقل متعدد الوسائط (بري، بحري، وسككي).
وفي مصر تعتبر هذه المحطات جزءًا من استراتيجية وطنية تهدف إلى تعزيز مكانة البلاد كمركز تجاري عالمي، مستفيدة من موقعها بين ثلاث قارات ووجود قناة السويس، التي تعد شريانًا حيويًا للتجارة العالمية.
ووفقًا لتقرير صادر عام 2023، احتلت مصر المركز 23 عالميًا في مؤشر الفرص اللوجستية الدولية، متقدمة 5 مراكز عن عام 2019، بفضل تحسين البنية التحتية وتطوير الموانئ.
أبرز المحطات اللوجيستية في مصر
وهناك مجموعة من المحطات اللوجيستية التي بنيت على أعلى مستوى في مصر، وهي على النحو التالي:
محطة تحيا مصر 2 بميناء الدخيلة
أوشكت مصر على الانتهاء من تطوير هذه المحطة متعددة الأغراض برصيف 100 بميناء الدخيلة، بطول 1200 متر وغاطس 18 مترًا، مما يتيح استقبال سفن حاويات بطول 400 متر وحمولة 24 ألف حاوية.
وتعد هذه المحطة من أكبر محطات البحر المتوسط لتداول الحاويات العابرة، مما يعزز قدرة مصر على المنافسة في تجارة الترانزيت.
المنطقة اللوجيستية بميناء الإسكندرية
وبموجب القرار الجمهوري رقم 466 لسنة 2021، تم تخصيص مساحة لإنشاء منطقة لوجيستية تابعة للهيئة العامة لميناء الإسكندرية.
وتشمل الأعمال تطهير وردم التربة وتحسين خواصها، مما يعزز التخزين وتداول البضائع بكفاءة عالية.
محطة لوجيستية بالأدبية
وتعمل الحكومة على إنشاء محطة لوجيستية لتداول الحديد الخام والبليت في منطقة الأدبية، وذلك ضمن خطط تحويل مصر إلى مركز عالمي لصناعة الحديد والصلب.
وهذا المشروع يعكس طموح مصر في تعزيز الصناعات الثقيلة ودعم التصدير.
مركز الخدمات اللوجيستية بمطار القاهرة
يعد هذا المركز أول مركز لوجيستي في مصر يعمل بنظام النافذة الواحدة، مما يسهل الإجراءات الجمركية ويقلل زمن الإفراج عن البضائع.
ويهدف المركز إلى تسريع حركة التجارة الدولية وخفض تكاليف الخدمات في الأسواق.
مستقبل المحطات اللوجيستية
وتسعى مصر إلى إنشاء شبكة متكاملة من المحطات اللوجيستية تربط الموانئ البحرية بالموانئ الجافة والمناطق الصناعية. تشمل الخطط تطوير محطات متعددة الأغراض في موانئ سفاجا ودمياط وسعيد، مع التركيز على النقل متعدد الوسائط لزيادة كفاءة التداول.
كما تجري مصر تحديثات تشريعية لتسهيل عمليات الموانئ وجذب المستثمرين، مما يدعم تحقيق رؤية مصر 2030 لتصبح مركزًا عالميًا للوجيستيات.
دور المحطات اللوجيستية في تعزيز الاقتصاد المصري
وتعد المحطات اللوجيستية في مصر رافعة أساسية للاقتصاد الوطني، حيث تسهم في تحسين كفاءة سلاسل الإمداد، تقليل تكاليف النقل، وزيادة القدرة التنافسية للصادرات المصرية.
ومن خلال ربط الموانئ البحرية، مثل ميناء الدخيلة والإسكندرية، بالمناطق الصناعية والموانئ الجافة، تدعم هذه المحطات حركة التجارة الداخلية والدولية.
كما ساهمت تحسينات البنية التحتية اللوجيستية في زيادة مساهمة قطاع النقل واللوجيستيات في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 10% تقريبًا، في حين جذبت المحطات المتطورة استثمارات أجنبية، خاصة في قطاعات الطاقة والصناعات الثقيلة، مما عزز فرص العمل ودفع عجلة التنمية الاقتصادية.
وإضافة إلى ذلك، تسهل المحطات اللوجيستية، مثل مركز الخدمات بمطار القاهرة، الإجراءات الجمركية، مما يقلل زمن التخليص ويعزز جاذبية مصر كوجهة للتجارة العالمية.
وتعد المحطات اللوجيستية في مصر حجر الزاوية في استراتيجية التنمية الاقتصادية، حيث تعزز من قدرة البلاد على استقطاب الاستثمارات وتسهيل التجارة العالمية.
ومع استمرار الاستثمارات في البنية التحتية والتكنولوجيا، تتجه مصر بخطى واثقة نحو تحقيق طموحها بأن تصبح مركزًا لوجيستيًا عالميًا، وهذه المشاريع ليست مجرد بنية تحتية، بل استثمار في مستقبل اقتصادي مزدهر يخدم الأجيال القادمة.
