تداول 28 سفينة بميناء دمياط.. ونشاط ملحوظ في حركة الصادرات والواردات
سجل ميناء دمياط نشاطًا لافتًا في حركة السفن خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، حيث استقبل 7 سفن جديدة وغادرت 10 سفن، ليصل إجمالي عدد السفن المتداولة داخل الأرصفة إلى 28 سفينة، وهو ما يعكس استمرار الميناء في الحفاظ على وتيرة تشغيل قوية في واحدة من أكثر الفترات حساسية لقطاع النقل البحري بالمنطقة.
وأفاد البيان الصادر عن هيئة ميناء دمياط، اليوم الاثنين، أن الميناء شهد تنوعًا في حركة الصادرات والواردات، خاصة في قطاع البضائع العامة، بما يشير إلى كفاءة منظومة التشغيل، وقدرة البنية التحتية على استيعاب التدفقات التجارية المستمرة.
مؤشرات على انتعاش التبادل التجاري
بحسب مصادر داخل الميناء، فإن حركة الصادر من البضائع العامة خلال هذه الفترة شملت شحنات متنوعة، من بينها الفوسفات والملح والكلنكر، ما يعكس نشاطًا في صادرات المواد الأولية التي تعتمد عليها الأسواق الإقليمية، لاسيما في أفريقيا وآسيا.
أما الواردات، فقد تصدرتها الأخشاب والقمح والذرة والحديد، وهي سلع استراتيجية ترتبط مباشرة بتأمين احتياجات السوق المحلية من الغذاء ومواد البناء، ما يجعل من الميناء نقطة ارتكاز رئيسية في منظومة الأمن الغذائي والاقتصادي لمصر.
ميناء دمياط في السياق الإقليمي والدولي
يأتي هذا النشاط في وقت تواجه فيه موانئ عدة في البحر المتوسط والبحر الأحمر تحديات كبيرة نتيجة للتوترات الجيوسياسية في المنطقة، لا سيما ما يرتبط بالعمليات العسكرية في البحر الأحمر والتغيرات في مسارات الشحن الدولي. وقد استفاد ميناء دمياط من موقعه الاستراتيجي على الساحل الشمالي لمصر، ليكون بديلًا مناسبًا لبعض الخطوط الملاحية التي أعادت ترتيب مساراتها بعيدًا عن المناطق المضطربة.
كما أن الاستثمارات الأخيرة في البنية التحتية، والتي شملت توسعة الأرصفة وتحديث أنظمة المناولة، ساهمت في تعزيز قدرة الميناء على استيعاب السفن من مختلف الأحجام، وتوفير خدمات سريعة وفعالة للمصدرين والمستوردين.
دلالة اقتصادية مهمة
يشير هذا النشاط المكثف إلى انتعاش تدريجي في حركة التجارة الخارجية لمصر، بالتوازي مع سياسات الدولة الرامية إلى تعزيز الصادرات غير البترولية وتوسيع نطاق الشراكات التجارية، خاصة مع الأسواق الأفريقية والآسيوية.
وتؤكد مصادر ملاحية أن متوسط عدد السفن المتداولة يوميًا في ميناء دمياط شهد ارتفاعًا تدريجيًا منذ الربع الأول من عام 2025، مدفوعًا بزيادة الطلب على خدمات الشحن البحري في ظل ارتفاع تكاليف النقل الجوي، واتجاه الشركات إلى خيارات أكثر كفاءة من حيث التكلفة.
دمياط كنموذج لموانئ ذكية ومرنة
يمثل ميناء دمياط نموذجًا للميناء الذكي المتكامل الذي يسعى لمواكبة متغيرات السوق العالمية، من خلال الاستفادة من التحول الرقمي، وتبني سياسات تشغيل مرنة، وتوفير خدمات لوجستية متقدمة. وفي ظل الجهود الحكومية المتواصلة لتحويل مصر إلى مركز إقليمي للتجارة والنقل البحري، فإن استمرار الأداء القوي للميناء يعزز من موقع البلاد على خارطة التجارة العالمية، ويؤكد دورها المحوري في الربط بين قارات آسيا، أفريقيا، وأوروبا.
