الثلاثاء 03 يونيو 2025
رئيس التحرير
عمرو عامر
رئيس التحرير
عمرو عامر
شمول مالي

أكبر محتال في التاريخ.. قصة الراجل اللي ضحك على البنوك والعالم بـ64 مليار دولار!

الإثنين 02/يونيو/2025 - 05:00 ص
الاحتيال المالي
الاحتيال المالي

تخيل تبني سمعتك في وول ستريت على مدار ٥٠ سنة.. تبقى من أكبر رجال المال في أمريكا.. تبني شركة الكل بيحلف بيها.. وتبقى رئيس لسوق "ناسداك" اللي بيحرك اقتصاد العالم.. وفجأة، في ليلة واحدة.. كل حاجة بتنهار

واللي الناس كانت بتعتبره أسطورة في الاستثمار، طلع نصاب على مستوى عالمي.. حرفيا الراجل نصب على العالم كله، مش بس على عملائه.

في التقرير ده هنتكلم عن قصة برنارد مادوف.. أكبر محتال مالي في التاريخ الحديث، والراجل اللي اخترع أسلوب نصب سماه "بونزي"، وسرق بيه ٦٤ مليار دولار من جيوب الناس والبنوك وشركات التأمين وحتى الجمعيات الخيرية!

الحدوتة بدأت سنة ١٩٦٠، لما شاب بسيط اسمه برنارد مادوف قرر يفتح شركة استثمارية بمبلغ ١٠ آلاف دولار جمعهم من شغلانة حراسة وتركيب رشاشات مياه!.. اه والله.

الراجل بدأ بذكاء شديد، وفهم اللعبة كويس.. عارف الناس عايزة إيه؟..عايزين فلوس كتير وسريعة وبشكل مضمون.. وده اللي بدأ يبيعه لهم.

أسس شركته الخاصة، وبدأ ياخد فلوس من مستثمرين عشان يستثمرها ليهم، ويوعدهم بعائد ثابت ومضمون، حتى لو السوق خسران.. الناس كانت بتنبهر من الأرباح اللي بتجيلها بانتظام وبدون أي خسارة.. في عالم البورصة اللي بيخسر كل يوم!

لكن الحقيقة إن مادوف ماكنش بيستثمر أي حاجة.. هو كان بياخد فلوس من ناس، ويدي منها أرباح لناس تانية.

نفس فكرة "التسليف الدائري".. أو زي ما بيتقال عليها رسميًا: مخطط بونزي.. وطول ما فيه ناس جديدة بتحط فلوس، اللعبة شغالة.. بس أول ما الفلوس تقل أو الناس تطلب سحب جماعي.. كل حاجة بتتكشف!

وده اللي حصل سنة ٢٠٠٨، وقت الأزمة المالية العالمية.. المستثمرين بدأوا يطلبوا فلوسهم، ومادوف ماكانش عنده أي رصيد حقيقي..
وفضل يتهرب، لحد ما اعترف لأبناءه بالحقيقة، وقال لهم "اللعبة خلصت"..

الصدمة كانت مرعبة، لأن اللي وقع مش بس شركة، ده وقع معاها بنوك من فرنسا وسويسرا وإيطاليا، وصناديق استثمار وجمعيات خيرية وحتى مستشفيات!

يوم ١٢ ديسمبر ٢٠٠٨، الإف بي آي قبض عليه.. وتم تجميد كل أصوله، وحُكم عليه بعدها بالسجن ١٥٠ سنة، وهو أقصى حكم ممكن يتاخد في القانون الأمريكي.

الغريب بقى إن مادوف مكانش شغال لوحده.. لا، ده كان مشغّل أخوه مدير عام، وأولاده الاتنين معاه، وبنت أخوه محامية الشركة.. لكن التحقيقات قالت إن ولاده مكانوش يعرفوا باللي بيحصل.. وإن أول ما عرفوا، راحوا سلّموه للسلطات بنفسهم!

التأثير كان مدمر.. ناس فقدت كل تحويشة عمرها، جمعيات أفلست، وسوق المال تهزّ جامد..
والراجل اللي كان بيطلّع تبرعات لمستشفيات ومسارح، واللي بيساهم في تمويل الحملات الانتخابية، بقى وصمة عار في تاريخ الاقتصاد الأمريكي.

وبرغم إنه اتحبس ومات في السجن سنة ٢٠٢١، لكن اسمه لسه لحد النهاردة بيترنّ في ودان أي حد بيشتغل في المال والاستثمار..
مش كقدوة، لكن كتحذير!.. تحذير من الانبهار الزايد، ومن الجري ورا الوعود السهلة والفلوس السريعة.

في الآخر، قصة مادوف مش بس عن نصاب ذكي.. دي قصة عن جشع بشري، وعن نظام مالي كان سهل يتخدع، وعن ناس كانت مستعدة تصدق أي حاجة مادامت الأرباح ماشية.

وسؤال مهم بيطرح نفسه: كام مادوف تاني ممكن يكون عايش حوالينا، واحنا مش واخدين بالنا؟