سيدي ولد التاه.. اقتصادي موريتاني يعتلي قمة البنك الأفريقي للتنمية

في لحظة فارقة بتاريخ العمل التنموي في القارة الأفريقية، انتُخب الموريتاني سيدي ولد التاه رئيسا جديدا لمجموعة البنك الأفريقي للتنمية، خلفًا للنيجيري أكينوومي أديسينا، وذلك خلال الاجتماعات السنوية للبنك المنعقدة في العاصمة الإيفوارية أبيدجان، اليوم الخميس.
ولد التاه رئيس البنك الأفريقي للتنمية الجديد
ويأتي فوز ولد التاه بمنصب رئيس البنك الإفريقي للتنمية، تتويجا لمسيرة مهنية طويلة ومتميزة في مجالات الاقتصاد والتمويل والتنمية، وبعد منافسة قوية مع أربعة مرشحين آخرين من السنغال وزامبيا وتشاد وجنوب أفريقيا، ومن المقرر أن يتولى مهامه رسميًا في أول سبتمبر 2025، لمدة خمس سنوات.
مسيرة اقتصادية حافلة
يحمل سيدي ولد التاه سجلا حافلا في المجال الاقتصادي، يمتد لأكثر من عقدين، حيث تولى في بلده موريتانيا وزارة الشؤون الاقتصادية والمالية، ثم تولى في عام 2015 رئاسة المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا (BADEA)، الذي يتخذ من الخرطوم مقرا له، وقاده بنجاح لمدة عشر سنوات، تمكّن خلالها من توسيع نطاق تمويلات المصرف ومشاريعه في القارة.
ولد التاه يعد من الكفاءات الاقتصادية ذات التكوين العالي؛ إذ حصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة نيس صوفيا أنتيبوليس في فرنسا، إلى جانب شهادة دراسات معمقة في الاقتصاد من جامعة باريس، كما واصل تأهيله المهني في عدد من أعرق المؤسسات العالمية مثل معهد هارفارد للتنمية الدولية في الولايات المتحدة، ولندن بزنس سكول، والمعهد السويسري للمالية.
مجموعة البنك الأفريقي للتنمية
بفوزه بهذا المنصب، يصبح سيدي ولد التاه على رأس إحدى أبرز المؤسسات المالية في أفريقيا، وهي مجموعة البنك الأفريقي للتنمية، التي تضم تحت مظلتها ثلاثة كيانات رئيسية، وهي البنك الأفريقي للتنمية (AfDB)، وصندوق التنمية الأفريقي (ADF)، وصندوق نيجيريا الاستئماني.
وتضم المجموعة في عضويتها 81 بلدا، منها 54 دولة أفريقية، و27 بلدا غير أفريقي، وتلعب دورا محوريا في تمويل المشروعات التنموية والبنية التحتية والتحول الاقتصادي في القارة.
رمزية سياسية واقتصادية كبيرة
يحمل انتخاب ولد التاه إلى هذا المنصب رمزية سياسية واقتصادية كبيرة لبلده موريتانيا، كأول موريتاني يترأس هذه المؤسسة منذ إنشائها، كما يُنتظر أن يقود جهود البنك في مواجهة التحديات المتزايدة التي تواجه القارة، من تغيّر المناخ، وأزمات الديون، وتباطؤ النمو، وصولا إلى التحول الرقمي وتمكين الشباب والمرأة.
في السنوات المقبلة، سيكون على سيدي ولد التاه أن يوازن بين الطموح التنموي للقارة، ومتطلبات الحوكمة المالية والابتكار في التمويل، وسط بيئة عالمية معقدة، تحتاج إلى قيادة رصينة تجمع بين الخبرة والرؤية والشراكة ليدخل اسم سيدي ولد التاه سجل قادة أفريقيا الذين يتولون مسؤولية التغيير من قلب المؤسسات المالية، في وقت تحتاج فيه القارة إلى طاقة جديدة وأفق متجدد.