كوريا الجنوبية تتوقع تقلص فائضها التجاري مع أمريكا تدريجيًا بسبب الاستثمارات

توقعت رابطة التجارة الدولية الكورية أن يشهد الفائض التجاري القياسي لكوريا الجنوبية مع الولايات المتحدة تقلصًا تدريجيًا خلال الفترة المقبلة، في ظل استمرار تدفق الاستثمارات الكورية إلى السوق الأمريكية، وتغيرات في هيكل التجارة العالمية.
وأفادت الرابطة، وهي أكبر مجموعة للمُصدرين في كوريا الجنوبية، في تقرير حديث بأن «الاختلالات التجارية بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة قد تتقلص تدريجياً مع تزايد الاستثمارات طويلة الأجل في السوق الأمريكية».
وبحسب بيانات الرابطة، بلغت نسبة السلع الوسيطة التي تم تصديرها من كوريا الجنوبية إلى الولايات المتحدة خلال عام 2024 نحو 46.8%، وهي مواد تدخل في إنتاج السلع النهائية.
ورغم تحقيق كوريا الجنوبية فائضًا تجاريًا قياسيًا قدره 55.6 مليار دولار مع الولايات المتحدة خلال عام 2024 – بزيادة بلغت 25% عن العام السابق – أكدت الرابطة أن هذا الفائض لم يكن نتيجة لممارسات تجارية غير عادلة، بل جاء مدفوعًا بزيادة صادرات السيارات.
وأضاف التقرير أن نحو 27.7 مليار دولار من إجمالي الزيادة البالغة 36.9 مليار دولار في الفائض خلال السنوات الثلاث الماضية تعود إلى تحول الولايات المتحدة نحو استبدال المنتجات الصينية في سلاسل التوريد، وزيادة الطلب المحلي الأميركي، إلى جانب تغيّرات هيكلية في الواردات.
وتأتي هذه التطورات في وقت تكثف فيه كوريا الجنوبية مشاوراتها مع واشنطن بشأن تعديل الرسوم الجمركية الأمريكية المفروضة منذ عهد الرئيس دونالد ترامب. وقد اتفقت الدولتان في منتصف أبريل على صياغة حزمة تجارية جديدة بحلول 8 يوليو المقبل.
وفي هذا السياق، ذكرت تقارير محلية أن الولايات المتحدة طالبت كوريا الجنوبية مؤخراً باتخاذ خطوات لمعالجة العجز الكبير في الميزان التجاري لصالح سيئول.
تزامن ذلك مع استمرار جهود كوريا الجنوبية لدعم اقتصادها المحلي، حيث قرر البنك المركزي خفض سعر إعادة الشراء لأجل سبعة أيام بنسبة 0.25% ليصل إلى 2.50%، وهي ثاني خطوة من نوعها هذا العام، بعد فترة توقف هدفت لتقييم تأثير الرسوم الجمركية الأمريكية وسياسات الفائدة السابقة.
وخفض البنك توقعاته للنمو الاقتصادي إلى 0.8% لعام 2025، مقارنة بتقديره السابق البالغ 1.5%، في حين ثبت معدل التضخم المتوقع عند 1.9%.