فرنسا تستثمر 150 مليون يورو في الصحراء الغربية دعمًا للمغرب

في خطوة تعكس دعم فرنسا المتزايد لموقف المغرب في نزاع الصحراء الغربية، أعلنت الوكالة الفرنسية للتنمية عن استثمار جديد بقيمة 150 مليون يورو في الإقليم خلال عامي 2025 و2026. هذه الاستثمارات تأتي ضمن جهود باريس لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة، خاصة في مجالات البيئة والمياه.
الإعلان جاء بعد زيارة رئيس الوكالة، ريمي ريو، إلى العاصمة المغربية الرباط وإقليم الصحراء، حيث التقى المسؤولين الحكوميين والمحليين. وحسب البيان الرسمي، فإن الاستثمارات الفرنسية ستوجه إلى مشاريع هامة تتعلق بتحسين البيئة وتوفير المياه، فضلاً عن تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية في الإقليم.
هذا الإعلان ليس مفاجئاً، إذ أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان قد أعرب عن دعم فرنسا لمقترح الحكم الذاتي المغربي كـ "الحل الوحيد الواقعي" لنزاع الصحراء الغربية، وهو الموقف الذي تتبناه باريس بشكل متزايد. وفي أكتوبر من العام الماضي، زار ماكرون المغرب وتم توقيع اتفاقات ضخمة تزيد قيمتها عن 10 مليارات دولار، مما مهّد لتوسيع التعاون الثنائي في مجالات متعددة.
بجانب الاستثمارات، أكدت فرنسا أنها ستفتح مركزاً ثقافياً وخدمة قنصلية جديدة في إقليم الصحراء، وذلك لتسهيل معالجة طلبات التأشيرات للمواطنين في المنطقة.
هذه الخطوات الفرنسية تثير توتراً متزايداً في العلاقات مع الجزائر، التي ترى أن دعم باريس للمغرب يعزز الوضع السياسي والعسكري في الإقليم بشكل يتنافى مع التوازنات الإقليمية. كما أن جبهة البوليساريو، المدعومة من الجزائر، كانت قد انسحبت من اتفاق وقف إطلاق النار الذي ترعاه الأمم المتحدة، مما يضع ضغوطاً إضافية على جهود السلام.
وفي سياق متصل، حققت المملكة المغربية دعماً متزايداً من قوى دولية كبرى منذ عام 2020، مثل الولايات المتحدة وإسبانيا، إلى جانب دعم من أكثر من 25 دولة إفريقية وعربية. وفي ظل هذا التطور، يبدو أن معادلة الصراع قد بدأت تميل لصالح الرباط، لا سيما مع تزايد الاستثمارات الدولية الكبرى في المنطقة، مما يعزز التنمية ويساهم في ترسيخ الواقع السياسي والاقتصادي القائم.