كيف تواجه البنوك المصرية هجمات الأمن السيبراني؟
مع تسارع التحول الرقمي في القطاع المصرفي المصري، أصبحت البنوك هدفا رئيسيا لـ الهجمات السيبرانية المتطورة، فبدعم من البنك المركزي المصري، تعتمد البنوك استراتيجيات متقدمة لمواجهة هذه التهديدات، مستفيدة من أحدث التقنيات والتعاون المؤسسي.
وفي هذا التقرير من بانكير، نستعرض معكم بالتفاصيل كيفية تصدي البنوك المصرية لـ هجمات الأمن السيبراني، والتعرف على استراتيجيات البنوك لمواجهة هذه الهجمات.
التهديدات السيبرانية في أرقام
تشير البيانات الرسمية لعام 2024 إلى استمرار ارتفاع وتيرة الهجمات السيبرانية، وفقا لتقرير كاسبرسكي الصادر في مارس 2024، ارتفعت هجمات برمجيات حصان طروادة المصرفية التي تستهدف الهواتف الذكية بنسبة 196% مقارنة بـ2023، حيث سجلت 1.24 مليون هجمة في 2024 مقابل 420 ألفًا في 2023.
كما أفاد البنك المركزي المصري في يوليو 2024 بأن أنظمة الحماية التقنية نجحت في صد آلاف الهجمات السيبرانية خلال السنوات الأخيرة، مع الإشارة إلى أن تطبيق "إنستا باي" لم يتعرض لأي اختراق منذ إطلاقه في 2022.
علاوة على ذلك، أشار تقرير صادر عن المعهد المصرفي المصري في 2024 إلى أن هجمات التصيد الاحتيالي لا تزال تهيمن على التهديدات، حيث شكلت نسبة كبيرة من الهجمات على القطاع المصرفي، مع تركيز متزايد على سرقة بيانات الاعتماد المصرفية عبر تطبيقات خادعة مثل مجموعة Fakemoney.
استراتيجيات البنوك المصرية لمواجهة الهجمات
تعتمد البنوك المصرية نهجا شاملا لتعزيز الأمن السيبراني، يشمل التالي:
الذكاء الاصطناعي كأداة رئيسية
يوضح تقرير صادر عن المعهد المصرفي المصري في 2024 أن البنوك تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتتبع أنماط الاختراق عبر تحليل عناوين IP وسلوكيات المستخدمين.
وتعتمد هذه الأنظمة على التعلم الآلي للكشف عن الأنشطة المشبوهة، مثل محاولات الاحتيال، مما يعزز حماية الخدمات المصرفية الإلكترونية والمحافظ الرقمية.
دور مركز الأمن السيبراني في صد التهديدات السيبرانية
يواصل مركز الاستجابة لطوارئ الحاسب الآلي للقطاع المالي (EG-FinCIRT)، التابع للبنك المركزي، دوره الحيوي، ففي نوفمبر 2024، حصد المركز جوائز المراكز الأولى في المناورات السيبرانية بالمسابقة الإقليمية الثانية عشرة للأمن السيبراني، متفوقا في مجالات مثل قنص التهديدات ومجابهة هجمات الفدية، ويعمل المركز على مدار الساعة لمراقبة المخاطر وتحليل البرمجيات الخبيثة.
تعزيز التشريعات والبنية التحتية
يدعم قانون حماية البيانات الشخصية (2020) حماية بيانات العملاء، بينما تستثمر البنوك في تحسين بنيتها التحتية لمواجهة هجمات مثل الحرمان من الخدمة (DDoS) وبرامج الفدية.
توعية العملاء
تواصل البنوك تنظيم حملات توعية لتثقيف العملاء حول مخاطر التصيد الاحتيالي ومشاركة البيانات الشخصية.
وأكدت عبير خضر، رئيس قطاع الأمن السيبراني باتحاد بنوك مصر، أهمية التعاون بين البنوك لتبادل المعلومات حول التهديدات.
إيرادت تصل إلى 192 مليون دولار بحلول 2029
يتوقع الخبراء زيادة الاستثمار في الأمن السيبراني مع استمرار التحول الرقمي، حيث تشير التوقعات إلى أن إيرادات شركات الأمن السيبراني في مصر قد تصل إلى 192 مليون دولار بحلول 2029، مدفوعة بالطلب المتزايد على حلول الحماية.
ويؤكد خبراء بمجال أمن المعلومات، على ضرورة وجود استراتيجيات صارمة لمواجهة هجمات مثل سرقة الهوية الرقمية وبرامج الفدية وغيرها وذلك لتعزيز حماية القطاع المصرفي المصري من التهديدات السيبرانية.
