ضربات المركزي اللي قضت على أزمة الدولار.. تحركات مهمة في توقيت صعبة

يا ترى إيه اللي خلّى الدولار في مصر يتحوّل من "وحش" مخيف لسوق هادي ومنظم؟ .. وليه المؤسسات الدولية زي صندوق النقد بقت متفائلة أوي بمستقبل الاحتياطي النقدي المصري؟ .. وازاي البنك المركزي قدر يمسك زمام الأمور ويقضي على فوضى أسعار الصرف؟
السنين اللي فاتت كانت زي صعبة جدا بالنسبة للاقتصاد المصري .. أزمات عالمية زي الحرب الروسية الأوكرانية .. وصدمات التضخم .. وتراجع إيرادات قناة السويس .. كل ده ضغط على الجنيه المصري وخلّى الدولار يتحرك زي الفرس الجامح .. كان فيه سوق سوداء بتتحكم في أسعار الصرف .. وتعدد أسعار الدولار خلّى الناس تايهين .. الدولار في البنك بسعر .. وفي السوق الموازية بسعر تاني خالص .. فوضى يعني.
لكن في مارس 2024 .. البنك المركزي المصري نزل الملعب بقرار جريء .. تحرير سعر الصرف .. يعني إيه؟ .. خلّى الجنيه يتحرك بحرية حسب العرض والطلب .. من غير تدخل إداري .. القرار ده كان زي الضربة القاضية للسوق السوداء .. ليه؟ .. لأن الدولار رجع للبنوك .. والبنوك بدأت تلبي طلبات الاستيراد وسداد الديون من غير تأخير .. وده حسّن ثقة المستثمرين في السوق المصري.
مش بس كده .. البنك المركزي لعبها صح بمجموعة إجراءات ذكية .. أول حاجة .. رفع أسعار الفايدة عشان يجذب استثمارات أجنبية ويقلل التضخم .. تاني حاجة .. أطلق مبادرات زي مبادرة استيراد سيارات المغتربين ومبادرة الدهب .. ودي ساعدت تجيب دولارات من بره .. كمان الدولة طرحت أراضي وعقارات بالدولار .. وده فتح قنوات جديدة لتدفق العملة الصعبة .. وما ننساش صفقة رأس الحكمة مع الإمارات .. 35 مليار دولار دخلوا البلد في وقت كان الاقتصاد فيه محتاج دفعة قوية .. الإجراءات دي كلها مع بعض خلّت الدولار يهدى .. والفجوة بين السوق الرسمي والموازي اختفت.
طيب ايه اللي خلّى المؤسسات الدولية متفائلة؟
بص .. احتياطي النقد الأجنبي في مصر ارتفع بشكل ملحوظ .. من حوالي 35 مليار دولار في بداية 2024 .. وصل لقرابة 47 مليار دولار بنهاية نوفمبر 2024 .. وده بفضل زيادة تحويلات المصريين في الخارج .. وارتفاع إيرادات السياحة .. وجذب استثمارات أجنبية مباشرة .. مؤسسات زي صندوق النقد الدولي وكابيتال إيكونوميكس شايفين إن الاحتياطي ممكن يواصل الصعود في 2025 .. ليه؟ .. لأن مصر بقت بتملك مرونة أكبر في التعامل مع الصدمات الخارجية .. ونظام سعر الصرف المرن بيحمي الاقتصاد من التقلبات.
لكن فيه سؤال مهم .. هل الاستقرار ده هيستمر؟
الإجابة مش سهلة .. لأن الاقتصاد العالمي لسه مليان تحديات .. زي ارتفاع أسعار الطاقة أو تباطؤ التجارة العالمية .. لكن اللي واضح إن البنك المركزي بقى زي الحارس اللي ما بينامش .. بيتابع السوق لحظة بلحظة .. وبيعدّل سياساته حسب الظروف .. وده اللي خلّى مصر تحول أزمة الدولار لفرصة .. وتثبت إنها قادرة تواجه الصعوبات وتطلع أقوى.
في النهاية .. قصة نجاح مصر في السيطرة على أزمة الدولار هي قصة تخطيط ذكي وجرأة في القرارات .. البنك المركزي مش بس روّض الدولار .. ده كمان بنى أساس قوي لاقتصاد أكثر استقرار.